انتهت مؤسسة مرافئ الأمل من إعداد مشروع جديد لمواجهة عمليات السحر والشعوذة التي يمارسها بعض الأدعياء داخل السعودية تحت ستار «الرقية الشرعية»، وأفاد المشرف على المؤسسة الشيخ خالد السبيعي أن المشروع الجديد يحمل اسم «في كل بيت راق» ويهدف إلى تأهيل المجتمع لممارسة الرقية الشرعية في البيوت وفق المنهج القرآني بعيدا عن الخزعبلات التي يروجها المشعوذون ويسلبون من خلالها أموال الناس بالباطل: «من الأسباب التي دفعتني لتقديم هذا المشروع ازدياد نسبة السعوديين المتعاملين مع الدجالين والمشعوذين، وانتشار جرائم أخلاقية عديدة في هذا المجال». وعن كيفية تحقيق المشروع داخل كل بيت رغم المعوقات العديدة، أوضح الشيخ السبيعي أن عملية التأهيل والتدريب للرقاة ليست صعبة، ويمكن تنفيذها من خلال أئمة المساجد المنتشرة في كل أرجاء السعودية، معتبرا المشروع كفيلا بمحاصرة المشعوذين الذين لم يكتفوا بممارستهم هذه التجارة اللأخلاقية في الخفاء، ولكن أصبحت لهم برامج يومية شهيرة في المحطات الفضائية رغم جهلم وعدم إدراكهم الفرق بين العين والنفس: «هناك فرق بين العين التي تدخل الرجل القبر، وبين النفس التي تكثر في مجتمعاتنا، ويمكن الصبر عليها وعلاجها بالرقية الذاتية، ووسائل أخرى، كالعسل وماء زمزم والحبة السوداء والصدقة وغيرها، أما الحالات الصعبة وهي قليلة نسبيا فيستشار فيها أهل الخبرة من الرقاة المتمرسين، وبهذا نستطيع إيجاد الحل لكثير من مشكلات المجتمع»... «وقراءة الواقع المرضي تؤكد أن ما نسبته تقريبا 70 % من المرضى، إصاباتهم تتراوح بين المتوسطة وأقل من المتوسطة، وهذه يمكن السيطرة عليها من دون تدخل الرقاة، أما الحالات الصعبة وهي قليلة نسبيا، فيستشار فيها المتمرسون من الرقاة، ومعظم الحالات المتوسطة تدور بين العين والضغوط النفسية». وكان بعض الأطباء وعلماء الشريعة طالبوا بتدريس «الرقية الشرعية والعلاج بالقرآن» كمادة علمية في تخصصات الطب النفسي بالجامعات والكليات السعودية، بعد قبض الجهات الأمنية بالتعاون مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة تبوك، أخيرا، على مقيم يستغل النساء بطريقة غير شرعية، منتهزا ضعفهن وعدم إلمامهن بطرق الرقية الشرعية، فيما كشف أستاذ المذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود الدكتور فهد السنيدي، في وقت سابق أن: «جملة ما ينفقه سكان البلاد العربية على ممارسات السحر والشعوذة، تصل إلى نحو خمسة مليارات دولار سنويا، وأن هناك مشعوذا لكل ألف نسمة، وهو ما يعني وجود 25 ألف مشعوذ في السعودية».