تحت شعار (نحن نصلحها) انطلق عشرات المتطوعين من الشباب السعودي الذين تقوم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بتدريبهم ورعايتهم في منطقة مكةالمكرمة لإعادة الحياة إلى مئات المنازل التي تضررت من جراء السيول الأخيرة التي قضت على الكثير من ملامح الجمال في جدة نهاية نوفمبر الماضي.. وبحماس منقطع النظير وحبا في عمل الخير عالج هؤلاء الشباب مكامن الخلل الموجودة في 650 منزلا في الأحياء المتضررة، وأصلحوا التالف فيها، وأعادوها تنبض بالحياة مجددا.. البرنامج الذي نظمته المؤسسة لم يكن فقط لصقل تجارب المتدربين، بل إسهاما حقيقيا في المجتمع ومد يد العون للمحتاجين الذين لم تكن لديهم القدرة على إصلاح ما أتلفته السيول في منازلهم، فتحركوا بشكل سريع ووفق تنظيم دقيق وهبوا للمساعدة وكان لهم الحضور الأبرز إلى جانب عشرات المجموعات التطوعية التي ساهمت في إنعاش الأحياء المتضررة بعد الكارثة. تكفينا الدعوات يقول بدران العمري: إنهم يشعرون بالفخر بعد إنجاز مهمتهم الإنسانية ومساهمتهم الفعالة اجتماعيا في تقديم خدمات جليلة للمواطنين الذين تضرروا بفعل السيول، ويضيف:“الدافع الأكبر بالنسبة إلينا لم يكن التحصيل والحصول على شهادات من أحد، بل يكفينا الدعوات الصادقة التي نتلقاها”، موضحا أن تفهما كبيرا لعملهم الإنساني من المواطنين الذين زاروا منازلهم كان له أبلغ الأثر عليهم، وقال:“ثقافة العمل التطوعي جميلة جدا، ونطالب باستمرار إشراكنا في الأعمال الاجتماعية لأنها تشعر الفرد بقيمته وتجعله منتجا ومتفاعلا بشكل أكبر مع محيطه”. صقل للتجارب ويؤكد فيصل الزهراني أنهم أصلحوا عددا كبيرا من المنازل في زمن قياسي نظرا إلى ضخامة أعدادهم وتمرسهم بشكل جيد على عملية إصلاح الأجهزة التالفة، وكذلك الأدوات الأخرى، ويقول:“تفانينا بشكل كبير من أجل تقديم العون والمساعدة، ودخلنا منازل كثيرة وشعرنا بقيمتنا وأهمية العمل الذي نقدمه”.. وأضاف:“ما عملته كان صقلا حقيقيا لتجربتي في المعهد، ودافعا قويا للتمسك بمهنتي التي أرى أنها مهمة جدا وتحتاج إلى مزيد من التعلم للوصول إلى مرحلة الإتقان”. وأشاد الزهراني بالجو العام الذي وفرته المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومكنهم من العمل بأريحية تامة. عمل متواصل ويرى محمد بحيص أنهم استفادوا بشكل كبير من التجربة، ويأمل أن يكون لهم حضور مستقبلا في نشاطات إنسانية واجتماعية كهذه، ويضيف أنه وزملاءه أصلحوا خلال فترة وجيزة المنازل المتضررة، واعتمدواعلى أنفسهم في عملية إصلاح الأجهزة الكهربائية وبعض المستلزمات الخشبية، حيث عادت لتعمل من جديد، لافتا إلى أن الدعم المعنوي من المدربين دفعهم للعمل بتفان مطلق. وأكد أن العمل على صيانة المنازل والأجهزة كان يسير بشكل سريع ومن دون توقف حتى تم الانتهاء من 650 منزلا في زمن قياسي. إحساس بالمسؤولية ويعتبر محمد البيشي أن الخطوة كانت موفقة جدا من المؤسسة، وكانت مفيدة جدا بالنسبة إليهم، وأضاف أن احتساب ساعات العمل ضمن برنامج التخرج الخاص بهم كان مشجعا في بادئ الأمر للكثيرين على الالتحاق بالبرنامج، لكن بعد التواصل الاجتماعي والإحساس بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عواتقنا كنا سعداء جدا ومستمتعين بهذا العمل الإنساني، وأضاف:“نأمل أن نتواصل مع الجميع، وألا يقف نشاطنا عند ذلك، فالمجال مفتوح وبإمكان المؤسسة أن توجد أعمالا أخرى نقدم من خلالها الدعم والمساندة اجتماعيا. وتحدث البيشي عن العمل التطوعي وأهميته قائلا:“أحداث جدة الأخيرة أفرزت لنا الكثير من المجموعات التي جعلت التطوع نصب أعينها، وسارت بشكل فعال وقدمت خدمات جليلة للمجتمع لم تكن موجودة في السابق، الشباب عندما يتحركون يصعب أن يحد من نشاطهم أحد، فكلهم طاقة وحماس لإثبات أنهم مؤثرون اجتماعيا من خلال الأعمال التي يقدمونها حتى وإن كانت بسيطة”.