أبدى الجانبان السعودي والبحريني في البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى البحرين، ارتياحهما الكامل لما وصلت إليه العلاقات السعودية البحرينية على المستوى الثنائي، متمنين لها مزيدا من التقدم والازدهار. وأكدا عزمهما التعاون والتنسيق في جميع المجالات التي تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما، والعمل على تحقيق الغايات والأهداف الكريمة لمستقبل مفعم بالخير العميم على أسس من الإيمان بالعقيدة السمحة والانتماء العربي الأصيل ومبادئ حسن الجوار. وأوضح البيان أن الجانبين عبرا عن قلقهما البالغ واستيائهما لاستمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة، ولاحظ الطرفان التعثر الحاصل في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والناجم أساسا من استمرار تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم وفائها بالتزاماتها تجاه أسس ومبادئ العملية السلمية وما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية. وأعرب الجانبان عن الأمل في قيام الاتحاد الأوروبي وأمريكا بالاضطلاع بدورهم في تحريك عملية السلام وفق أطرها ومرجعيتها المعتمدة خصوصا على مبادرة السلام العربية، وحث إسرائيل على إزالة العقبات التي تحول دون ذلك مثل الإجراءات الأحادية الجانب، واستمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي. وفي الشأن العراقي، أكد الجانبان ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ومع ترحيبهما بالتحسن النسبي في الوضع الأمني داخل العراق، إلا أنهما أهابا بحكومة العراق بذل مزيد من الجهد نحو تحقيق إنجاز سياسي يوازي التحسن في المناخ، ويساعد على تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة. وعبر الجانبان عن استعدادهما للتعاون مع السلطات العراقية في التصدي للإرهاب ومكوناته، وجددا تأكيدهما مواقف دول مجلس التعاون التي تنبذ الإرهاب في كل أشكاله وصوره وبغض النظر عن دوافعه ومسبباته. وحول أزمة الملف النووي الإيراني، جدد الجانبان تأكيدهما والتزامهما بمبادئ مجلس التعاون الثابتة والمعروفة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية، وأكدا استمرار حرصهما على أهمية التوصل إلى حل سلمي، وحث إيران على مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي، مؤكدين أهمية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أكد الجانبان أهمية احترام سيادة السودان، ووحدة أراضيه واستقلاله، وطالبا المجتمع الدولي بتأكيد هذا الالتزام، ودعم المساعي الهادفة إلى تحقيق السلام والوفاق الوطني بين أبناء الشعب السوداني، وتأكيد المبادرات المطروحة لحل مشكلة دارفور على النحو الذي يحفظ للسودان استقلاله ووحدته الإقليمية، وتوحيد الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية في هذا الشأن. وحث الجانبان أطراف النزاع في الساحة الصومالية على تحقيق المصالحة والوفاق فيما بينهما، وتغليب المصلحة الوطنية ووحدة الصومال أرضا وشعبا على كل اعتبار آخر، والعمل الجاد من أجل وضع حد لمحنة الصومال التي طال أمدها. كما أعرب الجانبان عن قلقهما لأعمال القرصنة التي حصلت أخيرا قرابة الشواطئ المطلة على خليج عدن وبحر العرب وما تنذر به هذه الممارسات من نتائج وخيمة على حرية الملاحة الدولية، وأكدا ضرورة أن تتم معالجة هذه الظاهرة الخطيرة بجهد دولي منظم وبإشراف الأممالمتحدة، ورفض أسلوب التفاوض والمساومة مع القراصنة المتورطين في هذه الأعمال. وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل في مقر إقامته بقصر البستان بالبحرين بعد ظهر أمس أخاه الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وجرى خلال الاستقبال استكمال بحث الموضوعات التي بحثها القائدان مساء أمس الأول. عقب ذلك صحب الملك حمد بن عيسى آل خليفة ضيفه الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في موكب رسمي إلى قصر الصافرية، حيث شاهدا عرضا للخيل العربية من أصايل البحرين، واستمعا خلاله إلى شرح عنها ومرابطها المتعددة في البحرين، وما تمتاز به من قوة وسرعة وأصالة. وتلقى خادم الحرمين عددا من الخيل العربية من أصايل البحرين هدية من أخيه ملك البحرين. وتنتمي هذه الخيول إلى 13 مربطا تمتد جذورها إلى ما يزيد على 200 عام. بعد ذلك صحب الملك حمد بن عيسى آل خليفة أخاه خادم الحرمين في موكب رسمي إلى منفذ جسر الملك فهد الحدودي، حيث غادر الملك البحرين الشقيقة بعد زيارة رسمية لها استمرت يومين.