شهدت الجلسة الأخيرة التي عقدت على هامش ملتقى النقد الأدبي في دورته الثالثة، سجالا طويلا ومتشعبا، موضوعه الناقدة فاطمة الوهيبي التي كانت أعمالها النقدية أنموذجا في الورقة التي طرحها الدكتور صالح بن رمضان تحت عنوان (تجربة الكتابة بين النسق الجمالي والنسق الثقافي في نقد المرأة لشعر المرأة/ فاطمة الوهيبي نموذجا)، تناول الدكتور رمضان أمثلة من خطاب الباحثة في نقد الشعر النسوي السعودي خلال العقدين الأخيرين. كما قدم في نفس الجلسة الدكتور محمد ربيع ورقة بعنوان (التأييد والتجريب: قراءة في كتاب المرصاد لإبراهيم الفلالي) تطرق فيها إلى استظهار المنحى النقدي المتبع في أحد أهم الكتب النقدية المبكرة، وهو كتاب (المرصاد) للفلالي، مبينا أوجه العلاقة بين مسلك الكتاب ومسلكين عامّين عُرفا طوال تاريخ النقد أحدهما يدعم التجريب والآخر يعمل على تأييد النماذج القائمة وتكريسها. أما الورقة الأخيرة فكانت بعنوان (سمات النقد الانطباعي في نقد الشعر السعودي) للدكتور محمد الصفراني، التي قرأها نيابة عنه عبدالمحسن الحقيل وتطرق فيها الصفراني إلى سمات النقد الانطباعي في نقد الشعر السعودي، مشيرا إلى أن الغموض يكتنف معظم الدراسات الانطباعية من جوانب متعددة؛ نظرا إلى اعتمادها على انطباع الناقد عن النصوص الشعرية التي يدرسها. وانتهت هذه الجلسة التي ترأسها الدكتور ناصر الرشيد بمداخلات تراوحت بين التأييد والاعتراض لمحتوى ورقة الدكتور رمضان ولتعقيب الدكتورة فاطمة القرني التي أشارت في مداخلتها إلى الصوت النقدي المسؤول والواعي الذي تحمله فاطمة الوهيبي، في تعريض واضح بالنقاد الانطباعيين الذين يتلقفون سطور الإبداع تلقفا لحظيا لا طائل منه. كما أشارت القرني في تعقيبها إلى كتاب المرصاد، ورغم كونه الكتاب الأول في تاريخ النقد السعودي إلا أنه يؤخر ولا يقدم، وهذا ما تمت معارضته وتم تأييده من قبل بعض المشاركين في المداخلات. من جهة أخرى، استعرض الدكتور عبدالله الوشمي، رئيس النادي الأدبي، في الجلسة الختامية لملتقى النقد الأدبي بدورته الثالثة، التوصيات التي انبثقت عن الملتقى، شاكرا اللجنتين العلمية والتنظيمية على جهودهما في إقامة وإنجاح هذا الحدث السنوي المهم. وكانت اللجنة التنظيمية وزعت على حضور الملتقى والمشاركين فيه استبيانات لاستطلاع آرائهم حول تنظيم الجلسات واختيار الضيوف، إلى جانب مرئياتهم واقتراحاتهم وأفكارهم التي يفترض أن يستفيد منها الملتقى في الدورة المقبلة. ومن بين الإيجابيات التي كانت محل إعجاب الحضور واستحسانهم، تعدد الأوراق وتنوع القضايا والأسماء المشاركة التي برز من بينها نقاد شباب متميزون، إلى جانب حضور شخصيات اعتبارية مثل الشاعر عبدالعزيز البابطين والدكتور عبدالعزيز السبيل الوكيل الأسبق للشؤون الثقافية، كما أثنى الحضور على فكرة التعقيب على الجلسات من قبل ناقد متخصص، وأشادوا بمبادرة عقد الشراكة مع الجامعات والمؤسسات الثقافية. وتضمنت التوصيات التنظيمية التي انتهى إليها الملتقى، التنسيق بين الملتقيات التي تعقدها الأندية الأدبية، ودعوة مثقفي المناطق إلى فعاليات الملتقيات على أن تتولى أنديتهم تكاليف ذلك، والتأكيد على دعوة طلاب الدراسات العليا، وإقامة فعاليات ثقافية وشعرية مصاحبة، إضافة إلى تفعيل الصلة مع الإعلام، وتنفيذ فكرة حلقة النقاش، وتوفير البحوث بين أيدي الحاضرين، والاجتهاد في اختيار المعقبين بشكل أكثر تخصصا وعدم الاقتصار على الأكاديميين. كما اقترحت التوصيات بعض الموضوعات لتكون عنوانا رئيسا للملتقى في دورته المقبلة، ومنها (النقد السردي، نقد المرأة، نقد المصطلح، الشعر السعودي في عيون النقاد العرب، النقد السعودي في أفق النقد الحديث)، إضافة إلى التأكيد على ضرورة تحديد الفترة الزمنية لمحور الملتقى المقبل والمطالبة باستمرار محور الشعر السعودي، على أن يترك أمر اختيار ذلك للجنة العلمية ومجلس إدارة النادي بالرياض.