نعم.. قلتها يوما.. أحبك يا قمري، فلتسترح الأقمار من ولوجها المتكرر، في سماءات الدنيا.. ولتنته كل مفاهيم الحب البالية.. فلم تعد قادرة على الولوج إلى أرواحنا... نعم يا قمري.. لسنا بحاجة بعد اليوم إلى أسمائنا.. فها نحن ولدنا من جديد، ننتمي إلى عالم صنعته أرواحنا الطاهرة التي تحلق في سماء الحب.. ها قد أصبحنا قادرين على البحث بين كفوف أيدينا الصغيرة، على أماكن اللقاء.. على مواسم تكاد تضمحل.. من قسوة الزمان.. يا قمري ألسنا تائهين في تلك اللحظات العابرة.. أتذكرين حبيبتي، يوم تعانقت عبراتنا في عالم الصخب والجنون؟ أتذكرين حبيبتي.. كم حلمنا بأن يجمعنا سقف واحد نلوذ بأنفسنا عن هذا العالم؟ أتذكرين حبيبتي، كيف كنا نرسم أحلامنا الصغيرة فوق الغيم؟ حتى إننا بنينا وطنا هناك.. الآن بعد أن توارت أجسادنا.. وانتهت أيامنا في هذا العالم.. نحن قادرون على المضي قدما فلتضعي يديك الجميلتين في يدي.. ودعينا نسترح.. هناك في وطن الراحة الأبدية.. فلا تخافي بعد اليوم... فلن يستطيع أحد الوصول إلينا.. لن يستطيعوا منع حبنا من الخلود.. لقد قتلونا مرة ولكنهم لم يعلموا أنهم أعطونا فرصة أخرى لتلاقي أرواحنا.. حبيبتي دعينا نحتسي فنجان قهوتنا الصباحية فوق هذه الغيوم... ماذا يا حبيبتي، أتشعرين بالبرد؟ أعلم ذلك، لا.. لا تبكي.. اجعلي من روحي قبسا.. ستشعرين بالدفء الآن. أسامة محمود الكيلاني