طالب مشرف تربوي بضرورة وضع حد لطيش المراهقين وعبثهم وإيقاف جميع التصرفات السلبية التي يقومون بها وتعطي انطباعا سلبيا عن المجتمع السعودي الذي يشكل المراهقين فيه ما نسبته 50 في المئة، وجاء ذلك على خلفية اقتحام ثلاثة مراهقين أثناء الدوام الرسمي أمس لمتوسطة بنات في حي العقربية بمحافظة الخبر بالمنطقة الشرقية. زيادة الحراسات وطالب محمد الزهراني المشرف التربوي بإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية بوضع كاميرات مراقبة أمنية على جدران مدارس البنات الخارجية وزيادة عدد الحراس، فواحد قد لا يكفي أبدا لإيقاف الشباب وتصرفاتهم الطائشة. وتابع الزهراني: “الحارس الموجود في مدارس البنات حاليا لا يتعدى دوره الدور التنظيمي فقط فليس لديه القدرة الكاملة على حماية الطالبات والمدرسة بشكل كلي وهذا ظاهر للعيان”. وأضاف: “يجب أن نبدأ في دراسة أصول المشكلة وعدم التركيز على المشكلة في ظاهرها فقط فالأمر يرتبط بجهات عدة منها المدارس وأولياء الأمور، فالمدرسة يجب أن تبلغ عن أي طالب يتخلف عن الدوام الرسمي أو يتغيب عنه بشكل جزئي، والوالد يجب أن يعلم عن تحركات ابنه وتصرفاته”. اقتحام وهروب ولا تزال طالبات المدرسة الخامسة في الخبر يعشن حالة من الذهول والخوف بسبب عملية اقتحام المراهقين الثلاثة، وجاءت القصة على لسان (أبو محمد) حارس المدرسة الذي لا يملك سوى عصا خشبية يحملها بين يديه ويدافع بها عن نفسه ومئات الطالبات والمعلمات: “وصلني اتصال من مديرة المدرسة عند الساعة العاشرة صباحا يفيد بوجود ثلاثة شبان داخل حرم المدرسة، وقامت المعلمات بإغلاق أبواب المدرسة وجميع النوافذ لمنع دخولهم للقاعات والفصول الدراسية والتي تتواجد فيها الطالبات، ونظرا إلى كبر مساحة المدرسة ووجود ثلاث بوابات من ثلاث جهات مختلفة لم أستطع الوصول إلى الموقع المحدد إلا بعد مضي بعض الوقت، وكان الشبان الثلاثة حينها قد هربوا إلى وجهة غير معلومة، ولكن تمكنت بعض المعلمات من التعرف على أوصافهم ومراقبة السيارة التي أقلتهم بعد خروجهم من المدرسة مباشرة”. وتابع أبو محمد: “وصلت فرقة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصحبة رجل أمن خلال ربع ساعة من تلقيهم للبلاغ، وأخبرناهم بما حدث وبأوصاف مقتحمي المدرسة وبلغنا بعد ذلك أنه تم القبض عليهم وأخضعوا للتحقيق”. الوضع مزرٍ وزاد حارس المدرسة: “هذه أول حادثة اقتحام تحدث أثناء وجودي في المدرسة، فأنا أعمل حارسا لها منذ ستة أشهر، وكان قبلي رجل كبير في السن والذي لم يسلم من أذى الشباب المتسكع ممن يضايقون الطالبات”.. ويضيف: “زميلي السابق ترك العمل في المدرسة بعد أن كسرت يده لاشتباكه مع مجموعة مراهقين”.. وبعد أن استرد نفسه يقول أبو محمد: “عملنا متعب جدا، وحارس واحد لمدرسة بنات في ظل وجود هذا الكم الكبير من المراهقين الذين لا عمل لهم سوى التسكع ومضايقة بنات الناس لا يكفي إطلاقا، فنحن في حاجة إلى زملاء يساعدوننا على إدارة الأمن، ونحتاج أيضا إلى أجهزة تواصل لاسلكي مع الجهات الأمنية للإبلاغ عن الحوادث والإشكاليات التي تواجهنا”. خوف ورعب ومن ناحيته أوضح سعد القحطاني والد الطالبة أسمى (14 عاما) والتي تدرس في ذات المدرسة: “مررت من أمام المدرسة في ال 11 ظهرا وشاهدت سيارة للهيئة وشرطيا ولم أعر الموضوع اهتماما في بادئ الأمر نظرا إلى كثرة المشكلات والغزل المتكرر أمام المدرسة، ولكن المفاجأة كانت عندما عدت لاصطحاب ابنتي إلى المنزل ووجدتها في حالة يرثى لها فقد أصيبت بالهلع وكانت ترتجف ولم تتمكن من السير إلى المنزل بسبب الخوف الذي تملكها”.. ويشير القحطاني إلى أن الأحداث الثلاثة لم يكتفوا بمجرد اقتحام المدرسة بل أخذوا يضربون الأبواب بكل قوة رغبة في الدخول لكن ذلك لم يحدث”.. وأضاف: “ما يهمنا كآباء هو الوقوف بحزم أمام كل التجاوزات التي تحدث أمام مدارس البنات، فنعلم جميعا أن الحراسات غير كافية وليست مرضية إطلاقا ولا توجد كاميرات لرصد المخالفين، وللأمانة أصبحنا نعيش في قلق وخوف على بناتنا خلال الساعات السبع التي يكن فيها بعيدا عن أعيننا، والمطلوب هو إعادة النظر في حراسة المدارس وتوفير جميع الإمكانات التي تردع هؤلاء المراهقين وتوقفهم عند حدهم”. من جهة أخرى حاولت “شمس” التواصل مع مديرة المدرسة لكنها اعتذرت بحجة أن إدارة الإشراف التربوي تمنع جميع منسوبات المدارس من التصريح إلى وسائل الإعلام.