أعلن باحثون واختصاصيون في الأمراض النفسية أن 13 في المئة من مجموع ما تصرفه دول العالم على الصحة يذهب لرعاية المرضى النفسيين، بعد تزايد أعدادهم تزايدا كبيرا، وأكدوا خلال لقاءات تعقد حاليا في الأردن على ضوء المؤتمر الدولي الأول لجمعية أطباء الأمراض النفسية بمشاركة 350 طبيبا واختصاصيا من أمريكا وبريطانيا واليونان ومعظم الدول العربية؛ أن المرض النفسي هو الأول انتشارا بين جميع الأمراض التي تصيب الإنسان. كما أشارت تقارير رسمية صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 450 مليون إنسان في العالم يعانون الاضطرابات النفسية بنوعيها الشديدة والخفيفة، وأن هناك شخصا من كل أربعة أشخاص في العالم يصاب مرة واحدة في عمره بأحد هذه الاضطرابات. 400 ألف مريض ومحليا، شهدت أعداد المراجعين للعيادات النفسية تزايدا كبيرا، وأعلن مجلس الشورى الشهر الماضي دخول 400 ألف مواطن ومقيم إلى عيادات الطب النفسي خلال العام الماضي؛ وهو ما عده أعضاء المجلس جرسا يدق ناقوس الخطر، مطالبين بضرورة معالجة القصور الكبير في الخدمات العلاجية المقدمة في المنشآت الصحية. وأكدوا ضرورة التوسع في خدمات أقسام تنويم المرضى النفسيين في المستشفيات التابعة للقطاعات الطبية العامة والخاصة وزيادة طاقتها الاستيعابية بما فيها الطب البديل، وذلك لكثرة الأمراض النفسية في المجتمع الذي يعاني منها في صمت؛ نظرا إلى المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حصلت وظروف الحياة العملية، وهو الأمر الذي يتطلب إيجاد تسهيلات إضافية وفتح مجالات للنظر في إمكان التوسع في الخدمات العلاجية لتلك الحالات. تحسين الأداء من جانب آخر، طالب الدكتور عبدالحميد الحبيب المدير العام للصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الجهات التي لها علاقة بتقديم الخدمة العلاجية بتحسين أدائها، مشيرا إلى أن السعودية تعد من أكبر دول المنطقة التي يوجد فيها مستشفيات نفسية حيث يوجد 21 مستشفى تحتوي على ثلاثة آلاف سرير، محذرا في الوقت نفسه من إهمال الأسر لمرضاها النفسيين؛ وهو ما يتسبب في زيادة الحالات التي تراجع العيادات النفسية في أوضاع متردية تصعب مهمة العلاج وتطيلها. للإدمان دور واعتبر الدكتور محمد علي الزهراني مدير مجمع الأمل بالمنطقة الشرقية أن زيادة أعداد المراجعين للعيادات النفسية أمر طبيعي في ظل وعي المجتمع وإدراك أهمية هذه العيادات ودورها في خدمة مراجعيها، ويقول: في السابق كانت مراجعة المريض للعيادة النفسية أشبه بوصمة عار؛ نظرا إلى قصور في النظرة، أما الآن فالمراجع لا يجد حرجا في القيام بذلك، ملمحا إلى أن المريض نفسيا سابقا كان يعيش في مجتمعه وقدراته تتناسب مع قدرات من هم في محيطه، ولم يكن هناك انفتاح كما هو حاصل الآن، ولذا لم يكن المريض عرضة لضغوط كالتي يتعرض لها الآن. وأشار إلى أن من بين الأسباب أيضا زيادة أعداد المدمنين خاصة أن مواد الإدمان باتت أكثر سمية وتؤثر تأثيرا كبيرا في الدماغ. لا للتكديس وعن تعاملهم في (أمل الدمام) مع المراجعين، قال: “نستقبل المراجع ونعمل له الفحوص والإجراءات المتبعة، وإذا استدعت الحالة دخوله المجمع يعطي موعدا بين عشرة و14 يوما”. وأكد عدم وجود قوائم انتظار لديهم؛ نظرا إلى تعاملهم العاجل مع الحالات. وأوضح أن التوجه القادم هو استيعاب المرضى اجتماعيا حتى لا يفقدوا المهارات الاجتماعية من خلال انخراطهم في الحياة، كما أن هناك خططا لإيجاد عيادات في المستشفيات العامة تتعامل مع هذه الحالات مباشرة ولا يحول لمراكز الطب النفسي سوى الحالات المتقدمة. زحام شديد من جهة أخرى، اعترف محمد القاسم مدير مستشفى الصحة النفسية في منطقة بريدة بوجود أعداد متزايدة في العيادات الخارجية للمستشفى، موضحا أن المراجعين يوميا يصل عددهم أحيانا إلى 200 مريض، مشيرا إلى أن نسبة إشغال الأسرة تتجاوز 120 في المئة.