حقيقة، أعجبني تصريح لمدير مسؤول في الجوازات لجريدة (الشرق الأوسط) ذكر فيه أن بعض موظفي الجوازات بحاجة إلى دورات تدريبية في اللغة والتعامل مع القادمين إلى السعودية بمختلف جنسياتهم وخلفياتهم، وحتى السعوديين منهم. هذه المصارحة هي الخطوة الكبيرة نحو التطوير، وهي سمة المتحضرين، التي نفتقدها عند كثير من المسؤولين، بل حتى في القطاع الخاص. على الرغم من أن كلمة الملك عبدالله -حفظه الله- المشهورة عن طلب المشورة وتقبل الرأي والشفافية ما تزال محفورة في الأذهان. رجال الجوازات على المنافذ الحدودية الجوية والبرية والبحرية في كل دول العالم، هم أول من يعطي الانطباع عن شعوب دولهم وثقافتها وحضارتها، وعن أخلاقها ودرجة تحضرها، بل حتى عن نفسياتها. لذا فابتعاث مديرية الجوازات لعدد من موظفيها لحضور دورات في أساليب التعامل مع مختلف المواقف والجنسيات وفي اللغة الإنجليزية على أهميتها ودورها الرئيس في سهولة التعامل مع الأجانب، هذا الأمر يبعث على التقدير، ويدعونا إلى أن نشد على أيدي أصحاب القرار في هذه الدائرة الحكومية الحساسة، ونتمنى لهم التوفيق في هذه الخطوة. لأنه طالما تحدث وكتب الكثيرون عن أهمية مثل هذه الدورات. لأن المكان الذي يشغله رجال الجوازات كما هو معروف شديد الحساسية، فهو بوابة البلاد، والقادمون عبرها بمختلف جنسياتهم، وحتى المواطنون بحاجة إلى ابتسامة وهدوء تعامل بعد وعثاء السفر. والسعودية باقتصادها الأقوى في المنطقة ومكانتها الدولية، أصبحت تستقبل الملايين أكثر من ذي قبل، مستثمريهم وزوارهم، عدا موسمي الحج والعمرة، ما لا يحتمل الاجتهاد أو التساهل مع بعض التقصير في أسلوب الاستقبال وتخليص إجراءات السفر والقدوم على السواء. الجوازات سباقة إلى التطوير، والجمهور لا يزال يتذكر النقلة التي أحدثها هذا القطاع في أساليب العمل وتسهيل الإجراءات على الجمهور وحسن التنظيم، إلا أن الضغط الهائل على مقار الجوازات في المدن الرئيسة وعدم إنهاء فتح الفروع وخاصة في المدن الكبرى، أفقد تلك الإجراءات سلاستها وفاعليتها، وكلنا أمل في مبادرات (الجوازات) لسرعة فتح تلك الفروع. تحية لرجال الجوازات الذين يكرموننا بابتسامتهم، ونأمل أن تنتشر عدوى التبسم إلى (معظم) موظفي هذا القطاع، والله من وراء القصد.