ضياع التدريب يكشف عدد ممن التحقوا بتلك الدورات عن الجوانب الخفية فيها، وعدم قدرتها على تأهيلهم بما يتناسب مع طموحاتهم المعرفية، ويؤكد محمد العسيري أنه التحق بدورة تدريبية في أحد المعاهد بحثا عن مهارات الحاسب الآلي وسلم مقابلها مبلغا وقدره 2000 ريال، ويقول إنه بعد أن انتظم مع عدد من أصحابه فوجئوا بأن الموقع غير مهيأ للتدريب، إضافة إلى تغير المدربين عليهم من شخص إلى آخر، وكل منهم له طريقته، وبعضهم لا يفقهون أي شيء في تعليم الحاسب الآلي. ذلك الوضع دفع العسيري لأن يناقش زملاءه في قيمة وجدوى هذه الدورات، ولكنهم اضطروا إلى إكمال ما بدؤوه لأنهم دفعوا المبلغ، غير أنهم بعد إكمال الدورة فوجئوا بأن الشهادة صادرة من معهد غير مرخص أو خاضع لإشراف من أي جهة، ما دعاهم لمراجعة إدارته كي تتم مصادقة الشهادات، ولكنهم وجدوا القائم على المعهد غيّر موقعه، وأصبحت الهواتف تخص جهة أخرى، ولم يستطيعوا أن يجدوا حلا لذلك. ويضيف أنه ولحاجته الماسة إلى التدريب، أكد أنه اضطر إلى زيارة أكثر من معهد حتى وجد معهدا مرخصا ومعتمدا، وعرف من آخرين التحقوا به أنه معتمد، وبالفعل حصل على شهادة معتمدة ونصح كافة الشباب بألا ينساقوا وراء الإعلانات المضللة والتدريب الذي لا يفيد شيئا. تدريب دون شهادة أحد الأشخاص علق اسمه وجواله بأحد محولات الكهرباء في شارع بجدة وذيل اسمه بأنه يحمل ماجستيرا في الحاسب الآلي، وبعد الاتصال به قال إنه يدرب مقابل 1000 ريال، ولا يوجد لديه مقر، ولكنه يأتي إلى الراغب في التدريب إلى منزله أو إذا كانوا مجموعة فهو يفضل ذلك. وعن الشهادات أكد أنها ليست مهمة بأهمية التدريب، مضيفا أن بعض زبائنه يرغب في التدريب فقط، وآخرون يمضون لديه وقتا بسيطا للإلمام ثم يلتحقون بدورات متوسطة المستوى. دورات غريبة ويشير خالد محمد إلى أن العديد من المعاهد تعتمد على المادة فقط والدليل أن 90 في المئة من المتدربين يحصلون على تقدير ممتاز، فكيف يتسنى للجهة الوظيفية أن تفاضل بينهم؟ ويقول: «الجديد في الأمر أن هنالك دورات غريبة مثل تطوير الذات، والتعامل مع المشكلات وإدارة الأزمات، وغيرها من الدورات التي تخص الحياة الاجتماعية، ولكن لا تتجاوز الدورة الواحدة يومين أو ثلاثة أيام، فالمهم فيها هو حصد المال بأي طريقة، ولذلك نجد هذه الدورات البسيطة التي لا تتجاوز أياما معدودة تكلف الشخص 200 ريال أو 300 وتصل حتى 500 ريال، إضافة إلى أن المدربين المختصين بهذه الدورات أصبحوا في ارتفاع ملحوظ، وباتت صورهم وخدماتهم في كل موقع حتى في المطاعم والمحال التجارية عن طريق البروشورات، حتى أن العديد منهم يلصقها على جدران المعاهد والكليات». ويضيف: «كل منهم يطلق على نفسه الألقاب المتعددة، ويبرز عمله بطريقة تشعر الشخص بأن هذه الدورات فيها نوع من الاحتيال، وفي تقديري أن دورات تخص أمورا مهمة في الحياة ومدتها صغيرة إلى هذا الحد الذي يظهر في إعلاناتهم أمر مثير للشك». أهمية الشهادة محمد حجازي «19 سنة» طالب بجامعة الملك عبدالعزيز يرى أنه يجب على الشاب أن يلتحق بالدورة التي توفر له شهادة بعد التدريب، وألا ينساق وراء الدورات غير المعتمدة، مضيفا أنه التحق بدورات هو وزملاؤه أيام المرحلة الثانوية، ولم يستفيدوا منها أي شيء. ويقول حجازي: «التحقت أخيرا بدورة عن التعامل مع الشخصيات الصعبة، واستفدت منها لأنها كانت معتمدة، وتوفر شهادة بعد إتمامها، وبحسب تجربتي فإن التأكد من آلية الدورة ومدتها والمدرب الذي يقوم بها أمور مهمة جدا حتى يستفيد منها الشخص، والمهم أن تكون هناك جهة معتمدة لهذه الدورات، وألا تقوم بجهود ذاتية من أجل كسب المال فقط».