بين عالم ين إبراهيم المطاري، في ال 17من عمره، كان أحد الذين عاشوا تجربة عاطفية عبر الإنترنت، يقول: للأسف أصبحنا كشباب وفتيات لا نستفيد من الشبكة العنكبوتية وما تحتويها من أمور مفيدة للغاية، فأصبح تحوّل الغالبية العظمي من المراهقين إلى مواقع التعرف والدردشة ومنتديات الضياع ظانين أن فيها السعادة وراحة البال، بل وصل الأمر إلى التفاخر بين المراهقين في المدارس بعلاقاتهم الوهمية فيها”. وعمّا إذا كان يشعر بأن العالم الافتراضي أكثر تأثيرا فيه من العالم الواقعي, أجاب:” في البداية تأثرت بسبب المديح المتواصل بين الشباب عن الشبكة العنكبوتية وتعليقهم المستمر عن ذلك، ومن ناحية أيهما أكثر تأثيرا العالم الافتراضي أم الواقعي فهذا يعد مثل المؤشر فتارة نعيش العالم الافتراضي وكأنه حقيقة، بل في بعض الأحيان ندافع عن خيالاتنا، ولكن الحقيقة أن العالم الافتراضي يختلف عن الواقع 180 درجة”. إدمان متواصل منصور عبد الله عسيري، في ال 12 من عمره تعلق بالإنترنت منذ سنتين تقريبا بسبب ما يسمعه من زملائه من مفاخرة عن كل ما يجدونه عبر الشبكة العنكبوتية، حيث يقول: بعد نجاحي من المرحلة الابتدائية طلبت من والدي أن يحضر لي الكمبيوتر المحمول أسوة بزميلي في المدرسة والحي، وتم إحضاره لي وأصبحت أتنقل بين جنبات المنتديات، مستفيدا من الإجازة الصيفية وانشغال والدي بأمور أخرى وارتياحهم من وجودي في المنزل، وهذا ما قمت باستغلاله جيدا”. ويضيف: للأسف تأثرت بالإنترنت كثيرا، وأصبحت ضحية، حال كثير من الضحايا، أسيرا للمنتديات والمحادثة وتلك الصور الجميلة للفتيات، متأثرا بالمحادثة ومصدقا بأن الصورة تعود للفتاة التي أحدثها، والحقيقة المرة أننا لا هم لنا سوى “أسيرة الصمت” و”هنوف الخبر” وما شابه ذلك من مواقف مصحوبة بسماع العديد من الأغاني التي تتحدث عن الحب المزيف، ففي بداياتي كانت علاقاتي بريئة جدا مصحوبة بالخوف، ولكن مع مرور الأيام وجلوسي المستمر مع أصدقائي وتعمقي في الإنترنت أصبحت اتصالاتي ذات مغزى بعيدة كل البعد عن البراءة”. إهمال عائلي أما “نوال” في ال 14 من عمرها فتعيش في أسرة مكونة من أب وأم وخمسة أشقاء، بالإضافة إلى شقيقها العزيز على قلبها “اللابتوب”، بحسب ما ترى، وتقول: كثيرا ما يكون والدي خارج المنزل بحكم عمله، ووالدتي مشغولة بأمور المنزل، وطبعا أشقائي فهم ذكور وأكبر مني سنا، فغالبية أوقاتهم خارج المنزل ما يجعلني وحيدة في المنزل كالأسيرة، وذلك دفعني إلى التوجه إلى الإنترنت التي وجدت فيها كل ما احتاج إليها إلى درجة أصبحت لا أجد الوقت لتناول الوجبة مع عائلتي”. وتتابع قولها: تأثير العالم الافتراضي في الإنترنت كبيرا جدا، فأنا أرى أنه يصل إلى 80 في المئة ويكتفي الواقع ب20 في المئة فقط ، فمجرد الدخول إلى المنتديات والتجوال بين أقسامها والحديث عبر الشات مع الشباب والفتيات، والنظر إلى الصور الجميلة وسماع الكلام المعسول في حد ذاته أمور كافية للعيش في العالم الافتراضي من توقع حب وعشق وزواج مستقبلي، والحقيقة أنه وهم لا نصحو منه إلا بعد فترة طويلة وربما بعد حدوث كارثة تكون هي الوحيدة القادرة على إعادة المفتونين إلى العالم الواقعي”. وتستطرد: بعد تعمقي وسيري على تيار زميلاتي نفسه وتوجهي إلى المنتديات أصبحت أحاديثي مع زميلاتي سواء في المدرسة أو عبر الجوال لا تخرج عن إطار الحب والتعلق ب نايف الخبر” و ملك القلوب”، والحديث عن كيفية مقابلته وما الأغنية الأجمل حتى أهديها له، وما رأيك بقصيدة الشاعر الفلاني؟، ولم أعد أجد الوقت حتى لتناول الوجبات مع عائلتي، وبحكم أني فتاة وأخشى الفضيحة ففي الغالب أنظر للعلاقة على أنها بريئة وصداقة عبر الإنترنت فقط، عكس الشاب الذي لا يعيبه أي شيء، لذلك من المؤكد أن علاقات الغالبية العظمى منهم ذات مغزى، ولكن لا يتضح ذلك إلا بعد مرور الوقت بفترة طويلة وبطرق ملتوية، وللأسف كأي فتاة مهما كانت حريصة فمصيرها تقع في الفخ”. وعن إدراكها لخطورة النضج المبكر على مستقبلها كفتاة, تقول: من المؤكد له تأثير سلبي كبير، فمن بعد البراءة أصبحت أخشى الزواج وبالأخص من الشباب لأنه أصبحت لدي عقدة نفسية منهم ولا أنظر في أعينهم سوى للخيانة، فكم أتمنى أن يكون زوج المستقبل في الأربعينيات من عمره أو شابا متدينا”. علاقة غير شرعية من جهة أخرى تقول “مها. ت” 21 عاما إن علاقاتها بالشباب محدودة عبر وسائل التعارف في النت، مشيرة إلى أنها في حالة تعرفها على شباب فإنها تضع حدا للعلاقة في ألا تتجاوز الصداقة الأخوية و الفلة” و”الوناسة” بعيدا عن الحب والعلاقات الغرامية، على حد قولها. وتضيف:” سبق لي أن تعرفت على شاب قبل ثلاث سنوات عبر النت وبادلته الحب، ولكن بعد فترة اكتشفت أن أهدافه غير سوية ويبحث عن “علاقة غير شرعية”، وهذا ما رفضته بتاتا، وعلى الرغم من محبتي الكبيرة له إلا أنني قمت بقطع العلاقة بيننا”. وتتابع قائلة: أعرف أن أي علاقة تنشأ بين شاب وفتاة في النت فهي لن تكتمل بالزواج، والشاب الذي تعرفت عليه كنت متأكدة أنني لن أتزوج به ولكني كنت محتاجة إلى التعرف على شاب لأشبع رغباتي العاطفية، ولا سيما أنني تأثرت كثيرا بصديقاتي في الثانوية، فأغلبهن تربطهن علاقات بشباب، لذا تأثرت وكنت أبحث عمن يحبني وأحبه، وأتواصل معه وأحكي له عن معاناتي وأحلامي، وتطورت علاقتي معه كثيرا، ولكن إلحاحه علي بطلبات كثيرة كشفت لي أنه لا يحبني إلا تلبية لنزواته”.