يرى محمد رضا الاختصاصي والباحث في القضايا الاجتماعية أن مسمى هذه الظاهرة ينبغي أن يكون الانحراف المبكر وليس النضج المبكر، ويقول: “هذه الظاهرة من الظواهر الناتجة من الجرأة الإعلامية في طرق أبواب الغريزة واستخدام ممثلين ومقدمين من صغار السن في الأعمال التليفزيونية وخاصة الأفلام”، مؤكدا أن ذلك أدى إلى إيقاظ دوافع الميل للجنس الآخر مبكرا، خاصة لدى الفتيات ما تسبب في انجراف كثير من الصغيرات إلى هاوية العلاقات العاطفية بالشباب. وعن أسباب انجراف الفتيات في العلاقات العاطفية مع الشباب، يقول: “أولا قد يكون حبا للاستطلاع، حيث قدمت بعض النماذج أمام الفتيات في الإعلام لعلاقات فتيات صغيرات بالرجال، بل وصلت الجرأة إلى لقطات لفتيات صغيرات وهن في مواقف غريزية مع شباب، وثانيا تساهل الأهل في ترك الحرية الكاملة للأبناء دون ضوابط أو إشراف ما يجعل الفتيات عرضة للخديعة بأي كلمة تقال لهن من أي شاب أيا كان، وبطبيعة الحال فإن الفتيات أو المرأة بشكل عام تتأثر بشكل مباشر بأي كلمة مزينة تقال لها من أي طرف، وثالثا تداول الوسائل المشجعة على ذلك “المقروءة والمرئية” بين الفتيات”. ويضيف: “غالبا ما تشكل المجموعات التي تخاطب الغرائز نسبة كبيرة بين المجموعات على شبكة النت، والإقبال على هذا النوع من المجموعات والمواقع يعكس مدى الانفلات العاطفي والغريزي الذي يعاني منه الشباب والفتيات بسبب ترك المجال لهم في استخدام وسائل الاتصال دون ضوابط أو رقابة، وأيضا دون صداقة حقيقية بين الآباء والأبناء تعصمهم من الانحراف”. ويشدد رضا على خطورة النضج العاطفي المبكر على مستقبلهن، بقوله: “يؤدي هذا النضج إلى كثير من النتائج الشخصية والاجتماعية، منها على سبيل المثال الولع وشدة الاهتمام بكل ما يخاطب الغريزة، وأيضا انتشار ما يسمى بالعادة السرية والتي لها كثير من المضار الصحية والنفسية، وكذلك ضعف التحصيل الدراسي، حيث يعمل عدم التركيز على انصراف الجهد العقلي إلى التفكير في الغريزة وما يرتبط بها، بالإضافة إلى ضعف العلاقات الاجتماعية، حيث تميل الفتيات إلى العزلة بسبب الانشغال الشديد بالعلاقة العاطفية وما يرتبط بها من تواصل سواء بالهاتف الجوال أو بالإنترنت”.