هناك ما يشبه الإجماع على أن الربيع أجمل فصول السنة؛ فالطقس اللطيف ومشهد الخضرة الجميل وروائح الأزهار والورود جعلته فصل التنزه بلا منازع، في حين ارتبط الصيف بالأفراح والمسرات، وهو في العرف الاجتماعي فصل المناسبات السعيدة، ويتزامن مع موسم الإجازات وعودة الأهل والأقارب والأصدقاء من خارج منطقة أصحاب الأفراح؛ حيث تضفي اللمّة مزيدا من البهجة والسرور، فيما يتميز الربيع هو الآخر بسماء صافية تبتعد عن البرودة، وشمس دافئة تدعو إلى الحب والسعادة والأمل والانشراح، بما يجعله منافسا قويا لفصل الصيف. تكلفة أقل “ثمة زواجات أوفر وأجمل تقام في غير فصل الصيف”، هكذا يرى محمود الديري الذي ينوي الزواج في بداية إجازة منتصف العام ليسافر في رحلة شهر عسل خلال فصل الربيع الجاري؛ حيث اختار أن تكون فيه إجازته السنوية هذا العام؛ فإجازات الصيف تكون دائما مزدحمة بمناسبات الزواج؛ فهو موسم “اللمّة”. ويضيف الديري: “مع أنني كنت متخوفا من إقامة الحفل في الربيع خشية ألا يحضره أحد، إلا أنني فوجئت كثيرا بأن الجيران والأصدقاء كانوا أكثر من الأقارب، وكأن الجميع كان يترقب أي حفل لحضوره؛ نظرا إلى أن فترة الشتاء لا تشهد حفلات زفاف، وكان الحفل جميلا وبعيدا عن حرارة الجو والازدحام، والأهم والأجمل أن تكلفته تبلغ ثلث تكلفته لو أقيم في الصيف، وكل هذه الميزات أتاحت لي ولعروسي توفير مبلغ للسفر إلى دبي لقضاء شهر العسل”. وتقول العروس رنا: “لم أكن متحمسة كثيرا لإقامة زواجي في الربيع، فقد كنت أرغب في حضور عدد أكبر من المدعوين، خاصة أن عددا من أقاربي في أمريكا، لكن بسبب إجازة العريس اخترنا هذا التوقيت، وكان حفل الزواج أبسط بكثير من ذلك الذي كنا ننوي إقامته في الصيف، لكنه كان جميلا ويكفي أنه خلا من كثرة التكاليف، عكس ما يحدث أيام العطلة حيث تتضاعف الأسعار”. تغيير الروتين وتقول أم عائشة إن إقامة حفلات الزواج في مثل هذه الإجازات كعطلة نصف العام الدراسي أو عطلة نصف الفصل الثاني ساعد في تغيير روتين الحياة اليومي. فيما يقول أحد أصدقاء العريس إن الناس درجوا على تقليد إقامة الأفراح في الصيف، لكن هذا ليس ملزما؛ فهناك من يرغب في زواج مختصر التكاليف، والأهم أن تتحقق السعادة في الزواج، والمدعوون سيحضرون سواء كان الزواج في الشتاء أو الصيف؛ لأن ذلك يعتمد على علاقتهم بأصحاب الفرح. فكرة مميزة ويقول سعد السلطان: “فكرة إقامة حفل الزواج في غير موسم الصيف مثيرة للاهتمام، خاصة أنني مقبل على الزواج، وتكاليفه كبيرة، وفي ظني أن أسعار قاعات الأفراح تكون أقل مما يخفف عليّ المصاريف؛ ولذلك سأعيد النظر في الموضوع؛ لأني بحاجة إلى كل ريال في هذه الفترة، وبالنسبة إلى “المعازيم” فإنهم موجودون لكي يحضروا، على العكس مما لو كان الحفل في الصيف؛ إذ ربما يكون كثيرون منهم خارج السعودية”. ويؤيده نواف العنزي بقوله: “الفكرة ممتازة، وسأعمل بها حين أقدم على الزواج؛ فهي تتميز بأنها تقلل التكلفة؛ لأنها خارج الموسم؛ حيث ترفع قاعات الأفراح أسعارها لدرجة تصبح معها همّا قائما بذاته، كما أن الجو الربيعي يجعل للفرح معنى جميلا ورائعا”. دون ضغوط ويقول عمر الحجي مدير إحدى قاعات الأفراح: “أصبحت ألاحظ كثيرا من الشباب يحرصون على إقامة حفلات زفافهم في الإجازات القصيرة، ولا يهمهم إن كان ذلك في الصيف”، وأرجع ذلك إلى سهولة الحجوزات في هذا الوقت وقلة التكاليف، مشيرا إلى أنهم بدؤوا من الآن في تلقي الحجوزات لفصل الصيف”. وتقول مرام (كوافيرة): “حجوزات مثل هذه الفصول أسهل بكثير من الصيف، حتى تكلفة تزيين العروس ومرافقاتها، والأفضل من ذلك كله أنها تكون العروس الوحيدة في ذلك اليوم، أما في الصيف فيصل عدد العرائس إلى أكثر من خمس مثلا، ونحن صاحبات الصالونات لا نعاني مشاكل أو ضغوطا نفسية في زواجات هذه المواسم”. أما محمد الفيفي الذي يدير أحد محال الذهب فيقول: “أؤيد الزواجات خارج إجازة الصيف؛ لأن أسعار الذهب حينها تكون أرخص، فيما ترتفع أكثر في الصيف”. ويقول أحد مشرفي الفنادق المعروفة بتبوك: “تنخفض أسعار (السويتات) والغرف في هذه المواسم، وتتضاعف في الصيف؛ حيث تكثر الحجوزات حد الإشغال الكامل”، ويؤيده صالح الشهري (مشرف شقق مفروشة) وعلي الشهري (صاحب محل مفروشات) بتأكيدهما أن أسعار خدمات هذا الموسم أقل بكثير من موسم الصيف الذي يشهد حركة كبيرة تؤثر بصورة مباشرة في حركة المبيعات.