طالب شبان سعوديون حضروا أمس ملتقى السفر والسياحة بالرياض، هيئة السياحة والآثار بمتابعة مسيرة طلبة الكليات والمعاهد السياحية، لتوفير فرص العمل لهم، من أجل أن يقبل الشباب السعودي على الدراسة في هذه الكليات، وقالوا إنه لو شعر الشاب السعودي عند دخوله إحدى الكليات السياحية بضمان الوظيفة، لأقبل عليها الكثير من الشباب، ولكن ما يحصل الآن على أرض الواقع أن الشباب خريجي كليات السياحة يبحثون عن فرص العمل بأنفسهم، وقد يجدون المكان المناسب لإمكاناتهم وربما لا يجدون. اتفاقيات رسمية واتفق كل من نايف الجهني وعبدالرحمن الرحيلي وفواز التميمي وهم من طلاب كلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة على أنه يجب على الهيئة العامة للسياحة والآثار التنسيق مع مكتب العمل، وتجري اتفاقيات رسمية مع الشركات.. وقالوا إنه لو كان هناك تنسيق رسمي وفق منظومة واضحة ما بين الكليات السياحية والهيئة العامة للسياحة والآثار ومكتب العمل والعمال لتقلصت كل الإشكاليات في هذا الجانب مطالبين الهيئة العامة للسياحة والآثار بضرورة متابعة المتدربين وألا يقتصر دورها على التوظيف فقط بل بتوفير البيئة الوظيفية المناسبة مع ضمان الاستقرار. توظفت بجهودي ويقول الشاب عبدالله الوسمي إنه حصل على وظيفته الحالية بأحد الفنادق السياحية المشهورة بمنطقة القصيم، باجتهاد شخصي منه، إذ عمل على تأهيل نفسه بعدد من الدورات.. ولم يكن للهيئة العامة للسياحة أي دور في توظيفه.. وأضاف أن هناك شبابا سعوديين كثيرين يعملون في أماكن أقل من إمكاناتهم ومؤهلاتهم، وهذا ما يجعل بعض الشباب لا يستمرون بالقطاع الخاص، فالتطور الوظيفي مطلب مهم لكل موظف، وعدم التطور مع مرور الزمن يجعل الشاب يذهب بخبراته بحثا عن شركات أخرى قد يجد بها ما هو أفضل من مكانه الحالي.. وأكد فارس القحطاني أحد موظفي القطاع الخاص أن القطاع السياحي السعودي يحمل في طياته مستقبلا زاهرا، فالفرص الوظيفية واعدة، وأراهن على أن الشباب السعودي يمتلك كفاءات وإمكانات ربما لا توجد لدى غيرهم، ولكن شريطة أن يجد التشجيع والدعم، وهو يملك الإرادة القوية والعزيمة الصادقة. المهارات مطلوبة وأوضح خالد السعوي مستشار سفر وسياحة في إحدى وكالات السفر والسياحة أنه اختار الالتحاق بمركز التدريب المهني سعيا للحصول على مهنة توفر له دخلا ماليا ثابتا، واستطاع خلال فترة التدريب تعلم مهارات كثيرة وأساليب حديثة في التعامل مع الجمهور والسياح ومعرفة الكثير من فنون عالم السياحة والسفر التي تؤهله مستقبلا ليكون خبيرا.. وأضاف السعوي أن تكثيف الدورات التدريبية وتدعيمها بدورات أخرى خارجية تسهم في تأهيل الخبرات والكوادر المحلية لخدمة القطاع السياحي على أكمل وجه، مشيدا بدور الهيئة العامة للسياحة والآثار في توفير كافة ظروف التدريب المناسبة للمتدربين، إضافة إلى حصولهم على وظائف في قطاع حيوي ومهم. التهمة غير صحيحة من جانب آخر رفض رجل الأعمال الدكتور صالح آل طاوي الاتهامات التي يلقي بها بعض الشباب السعودي تجاه القطاع الخاص السياحي، بأنه لا يوفر الأمان الوظيفي، وقال إن أي مستثمر في السياحة يتمنى وجود الشاب السعودي المتميز ليضعه في المكان المناسب له، مشيرا إلى أن مخرجات التعليم من أبرز أسباب إشكاليات التوظيف بالقطاع الخاص لدى الشباب السعودي، ونحتاج إلى التغيير، ولكن التغيير يحتاج إلى وقت بذهاب جيل وقدوم جيل جديد.. وعموما ابن البلد أولى من غيره ورجال الأعمال يسعدون بالشاب السعودي، ولكن عندما يكون لديه استعداد للعمل إذ سيتولون تدريبه وتأهيله التأهيل المناسب. برامجنا متكاملة أما الدكتور عبدالعزيز الهزاع مدير إدارة التدريب والمعايير المهنية في المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (يا هلا) بالهيئة العامة للسياحة والآثار فقال إن الهيئة تعمل على تنمية وتطوير الكوادر البشرية الوطنية وتأهيلها بمستوى عال يواكب حاجات سوق العمل في قطاعات السياحة المختلفة، إيمانا منها بأن المورد البشري يشكل أحد أهم مرتكزات خطط التنمية في جميع أنحاء العالم ولكافة القطاعات ومنها صناعة السياحة، ومن هنا بادرت الهيئة بإطلاق المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية بهدف إيجاد جهاز متخصص ومستقل يعنى بتوفير متطلبات العملية التعليمية والتدريبية للكوادر البشرية السياحية وفق أحدث النظم وأجود المعايير المهنية العالمية. برامج متخصصة وحول الدورات التدريبية التي تنفذها الهيئة لتأهيل الكوادر الوطنية قال الهزاع: هناك برامج تدريبية متخصصة لكل قطاع اشتملت عليها خطط التوطين التي أعدتها الهيئة، بمشاركة من جهات حكومية وأهلية ذات العلاقة وتم اعتمادها بعد ذلك من قبل وزارة العمل، وصممت هذه البرامج على أساس الاحتياج الفعلي لسوق العمل وفق معايير مهنية عالمية لكل مهنة، كما تم إعداد حقائب تدريبية متخصصة وبرنامج مكثف للغة الإنجليزية العامة والتخصصية ومناهج للحاسب الآلي، وتنفذ هذه البرامج عن طريق المعاهد والمراكز المتخصصة ولكن بالمعايير المهنية والحقائب التدريبية والمناهج الدراسية التي أعدتها الهيئة وشركاؤها بالتعاون مع جهات دولية متخصصة في التعليم والتدريب السياحي.