* العربي ذكرا وأنثى يعانيان من حالات اكتئاب يبحثان عن ذاتهما لا وجود لهما، يسمعان أصواتا متداخلة تنذر بخطر، إسرائيل تقف في مقدمة من يجلب الاكتئاب للمواطن الفلسطيني خاصة والعربي عامة. وفق دراسة متخصصة للحالات النفسية فإن المرأة تعاني حالة فقدان الأبناء والزوج بسبب سنوات الحرب في العراق ولبنان وفلسطين والصومال، ومناطق أخرى ساخنة يخرج فيها الأب والابن ولا يعودان؛ لذلك فإن للشارع رهبة لأنه يعني الضياع والموت، ففي زمن الحرب في لبنان والعراق مثلا كان “القنص” والأحزمة الناسفة والتفجير كلمات متداولة ومؤثرة في السلوك اللبناني والعراقي، فليس غريبا أن يموت طفل أو رجل أو امرأة برصاص “قناص” لا يفرق بين هذا وذاك، بل إن القتل وجبة يمارسها بلذة، وهذا ما خلق في جانب آخر التعطش للقتل والدم.. وتبدأ عملية عدد القتلى ومن يقتل لأكثر لعبة متواصلة يشعر بالفخر من يرتفع عدد قتلاه.. وهذا يدخل في التركيبة النفسية لمن شارك في عمليات القتل والتدمير؛ لذلك فإن الحالة ازدادت سوءا عندما توقفت الحرب في لبنان.. فماذا يعمل هؤلاء وكيف كانت حالتهم النفسية؟ اكتئاب.. هروب صراع نفسي أدى إلى ضحايا وارتفعت نسبة الجريمة والانتحار.. لا حلول سريعة.. العراق حالة أخرى تختلف عن دول عربية عانت نفسيا لأسباب مختلفة؛ ذلك أن الحياة اليومية للمواطن والمقيم في العراق كانت تقوم على الملاحقة والسجن والتهديد والتعذيب والسحل بشعارات وأطروحات تختلف عن واقع النظام الذي يتخذ جانبا مأساويا في العلاقة بينه وبين المواطن.. الأب يخاف من ابنه.. الأم تخاف لا تهنأ بحياتها لأن ابنتها قد ترقبها.. الشارع العراقي حالة نفسية مؤلمة للوضع العربي.. المواطن العربي الذي كان يعمل في العراق يدخل في دوامة من الخوف والقلق، يقرأ شعارات (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)، لكنه يجدها بعيدة عن الواقع، وإذا حاول تطبيقها وجد نفسه بين جدران أربعة قد يخرج منها تائها لا يعرف أين يتجه، بل يمحى اسمه من ذاكرته. التركيبة النفسية العربية ظاهرة ترتفع حدتها وفق الأحداث الزمنية للحالة العربية بصورة عامة.. تتشابه تلك التركيبة بين دولة وأخرى، قد تختلف من موقع إلى آخر يؤثر فيها الوضع الاقتصادي والبطالة بوضوح، لكنها للأسف لا تخضع لدراسة متأنية يمكن من خلالها التخفيف من تفاعلاتها، وإذا خضعت لدراسة فإنها تأتي إذا وقع الفأس في الرأس، الحروب والصراعات لها دور رئيسي فيما يحدث للمواطن العربي. لغة الرصاص هي لغة الحوار في عدد من الدول، انعكس ذلك على العلاقات الأسرية مما يؤثر في النسيج الأسري تصل إلى نهاية مؤلمة. يقظة: أي قضية لدى البعض حتى لو كانت بين شخصين لا تحل إلا بالرصاص، قتل يومي وذبح للأمهات والآباء أمام أطفالهم... ماذا سيفرز ذلك في نفسية الطفل وما مدى تأثيره على مستقبله في تعامله وحياته اليومية وهيكلية الوطن، مع أن هناك المحاولات والحوار لإنهاء الاقتتال وحالات الذبح إلا أن التأثير النفسي سيبقى لزمن طويل.