إذا سألك السجان عني.. لا تمتعض، ولا يكفهر وجهك، ولا تجمع وتطرح عيوبي وحسناتي، واطمأن لم تعاشر متمرس في الإجرام، فكم في الحبس من مظلوم، ولتعلم أن جريمتي هي.... أنت إذا سألك السجان عني.. فلا تدافع عني، بل رافقه ودع له فرصة ليخالطك ويتلمس طباعك عن قرب، ثم سله: عن تهمتي، وأراهن أنه سيقول: التهمة الحقيقية هي أنت!. إذا سألك السجان عني.. لا تكن مخلصا كل الإخلاص فلا ترشده، ولا ترشده فيتهمك بالتستر!. إذا سألك السجان عني.. اكذب بصدق! فقل له: إنك لا تعرفني، لأنك لو كنت تعرفني لكنت أنت دليل البراءة، والشهود، والحكم العادل!. إذا سألك السجان عني.. فلا تكن كبعض الصحافة، تنشر الصور وحقائق زائفة في موضوع لم تتضح معالمه بعد.. لا تعتمد شرع الاستنتاج غير العادل إن سألك السجان عني.. فجاوبه بروح الزمالة، وصارحه أنك سبقته وألقيت القبض علي، وأني سجين حبك، وأنا في سجني، وحبك حكم قضائي بالأشغال الشاقة المؤبدة!. مها