أكد الفنان التونسي لطفي بوشناق أن سبب غيابه عن الإعلام والبرامج التلفزيونية يعود إلى أن البرامج مجرد كلام وقال: “أرفض دائما أن أكون سببا في تضييع وقت المشاهد بحديث لا فائدة منه”، وعن وجوده أخيرا في برنامج (ليالي السمر) قال: “تواجدت في البرنامج لعدة أسباب أولها أنني وجدت نفسي أمام برنامج متميز على كافة المستويات بداية من جودة المضمون فيه مرورا بضيوفه الذين يعتبرون خيرة مطربي الوطن العربي، ووصولا إلى الشكل الذي يعتمد عليه البرنامج، فللمرة الأولى أرى برنامجا يتم تصويره في الهواء الطلق ومن خلال ديكور يعبر عن البيئة العربية بكافة تفاصيلهما، لذلك فهو برنامج مختلف عن البرامج الأخرى، إضافة إلى أنه برنامج يعتمد على الغناء في المقام الأول”. وبسؤاله عن الألقاب المطلقة على بعض نجوم الطرب أجاب: “أنا ضد هذه التسميات والألقاب، والفنان يحاسب نفسه كفنان، ويسأل هل هو جدير بحمل لقب فنان أم لا؟ الفن هو الالتزام، فالفن إما أن يكون ملتزما أو لا يكون”، وأضاف: “الالتزام الذي أقصده الحفاظ على مستوى راق للفن، ووضعه في خدمة الوطن والإنسان، وهذا ما سعيت إليه في أغنياتي وحرصت على أن تكون بصمتي وهويتي واضحة فيها، وهذا لا يكون على حساب السوية الفنية، بل من خلال ألحان راقية قوية لا تكون نسخة طبق الأصل عن الماضي، نجتر نفس المواضيع؛ سيد درويش كان مرآة عصره لم يعش الانتفاضة ولا غزو العراق، ولا انتهاكات حقوق الإنسان، نحن علينا أن نعيش هذه الأحداث في فننا”. وفيما يتعلق بقلة تصوير أعماله بطريقة الفيديو كليب قال: “أنا لست ضد الفيديو كليب، وأنا أنطلق من مبدأ أغنية ناجحة كلمة ولحنا وأداء وتنفيذا وتوزيعا ثم تأتي صورة جميلة هي الكليب لتكمل هذا العمل الناجح والجميل من الأساس، فالمقصود بالكليب أن تكون الصورة معبرة عن مضمون الأغنية بحيث لو أغلقت الصوت أعرف مضمون الأغنية من الصورة. وتساءل بوشناق “بالله عليكم ما مضمون الأغاني الآن إذا أغلقنا الصوت، واكتفينا بالصورة فقط؟”، وأضاف: “وفق هذه الرؤية فإن الكليب هو المتمم لعمل ناجح من الأساس وليس العكس أعتقد أن هناك شروطا يجب توافرها في الكليب الذي سيؤديه، وهي أن يتناسب الكليب مع عمري وشكلي، وبالموضوع الذي أغنيه وليس فقط عمل كليب لمجرد الظهور فقط أوالقول بأني لدي كليب”. وأشار بوشناق إلى اطلاعه على كل التراث العربي الغنائي وقال: “لدي مكتبة تراثية تحتوي على تسجيلات لمعظم مطربي القرن العشرين، ومن الشام أحتفظ بكل موشحات رقص السماح إلى جانب القدود الحلبية. ولدي تسجيلات نادرة للمقامات العراقية لرشيد القندرجي ومحمد القبانجي وناظم الغزالي وسليمة مراد وأيضا كنوز نادرة من التراث الخليجي كأغاني عبدالله فضالة وعوض الدوخي. ولدي تسجيلات للمحضار وهو من كبار التراثيين في عالم الطرب في حضرموت”.