عندما تأسست الدولة السعودية الحديثة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كان من أولوياتها الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم التفرقة بين أفراد شعبها؛ فهي لم تتأسس على خلفية قبلية أو عصبية أو مذهبية، بل إنها حاربت بكل قوة كل أشكال تلك النعرات انطلاقا من التزامها بالشريعة الإسلامية. لكن خرجت علينا في الآونة الأخيرة بعض القنوات الفضائية التي تدعي الاهتمام بالموروث الشعبي، بينما هي تثير في أغلب برامجها النعرات القبلية والعصبية الجاهلية.. فعلى سبيل المثال تجدها تركز على قبيلة ما أو على أحد شعرائها وتبرز كل ما يتعلق به أو بقبيلته طوال ساعات بثها حتى لو كان هذا الشاعر مغمورا ولا يعلم به أحد، فيما تتجاهل الآخرين؛ وهو ما يثير حفيظة البعض. وغير ذلك من النماذج الأخرى التي قد لا يتسع المجال لذكرها. ومن المهم أن تضطلع القنوات الفضائية بمسؤوليتها الإعلامية وأن تكرس برامجها لخدمة الأهداف النبيلة والقيم السمحة التي يتميز بها مجتمعنا، وأن تعمل على تقوية نسيج المجتمع بكافة أطيافه... فالإعلام مسؤولية جسيمة؛ فإما أن تكون تلك القنوات الفضائية قادرة على أداء هذه المسؤولية أو فلتغلق أبوابها وترحل. وعلى وزارة الثقافة والإعلام دور كبير في السيطرة على تلك التجاوزات، كما حدث مع إحدى القنوات التي صدر قرار بإيقاف بثها، ولكن يحتاج الأمر إلى مزيد من التفعيل والتوعية أيضا. كما يجب أن تكون هناك ضوابط صارمة يجب التقيد بها قبل منح تراخيص إطلاق القنوات الفضائية.