لغتنا العربية زاخرة بعدد من الكلمات التي تختصر المواقف وتجسدها وتعبر عنها بصورة كبيرة، ومن الكلمات التي يكثر استخدامها كلمتا (حب) و(فن)؛ فالأولى تختصر حالة من المشاعر ممزوجة بالعاطفة، هي المحرك الرئيسي للتعبير عن انفعال الإنسان سلبا وإيجابا؛ فبالحب نستطيع أن نعيش في سلام وبلا حروب، وتستطيع البشرية أن تجعل هذه اللغة الإنسانية السامية هي المحرك الأساسي للعلاقات، إلا أننا لا ننكر أن هناك بعض الأِشخاص الذين استطاعوا أن يجعلوا من هذه الكلمة ستارا لعدد من الإساءات التي يمارسونها تحت غطاء الحب، حتى أصبح استخدامها في أي سياق يثير الشبهة حولها. الكلمة الأخرى هي الفن الذي اختصر في كلمة من حرفين (فاء ونون)، واختزلت المسارح والفنون والفرق الموسيقية والألبومات والأفلام في كلمة (فن)، هذا التعبير الإنساني الراقي الذي يعبر الفنان من خلاله عن ملكات خاصة جعلته يفرق عن غيره، حتى أصبح الفنان موهبة لها جمهورها، ويحظى بالاحترام ويقدم خدمة سامية، ويستطيع أن يفعل ويقرب بشكل لا تستطيع الجغرافيا أو السياسة معه فعل أي شيء. أيضا الفن هو الآخر تتم الإساءة إليه من خلال التصرفات السلبية التي تنعكس على الفنان، ومن ثم يتلقى المجتمع تلك الصورة السلبية ويسقطها على جميع الوسط. التساؤل الذي أود أن أطرحه بين يديكم يا شباب: هل نستطيع أن نعيش حياتنا ب(حب وفن) ونرفع من قيمة أسهم الكلمتين دون أن نخدش روعة ال(4) حروف المكونة لهما، وهما في الأصل ذواتا عمق يختزل مجلدات.