قلت إن الأهلي والهلال لا يلتقيان في مواجهة ذهبية دون أن يقدما أروع ملحمة ولوحة فنية لكرة القدم السعودية. فريقان ممتعان وبطلان ينحدران من أصول ذهبية ومعطيات خلاقة في الجمال والعطاء. ولا شك أن الختام الذهبي الذي جمع الفريقين على كأس ولي العهد كان ختاما موشى بكل ما هو جميل ومشرف، فولي العهد الوالد والإنسان وسلطان الخير والإنسانية والابتسامة الوضاءة كان في المشهد الملون بزرقة الهلال وخضرة النماء الأهلاوي الحسن. اجتمع الحسن على الحسن والأهلي أظهر ما في جوف منافسه؛ وتصدى الأهلي لتقديم فريقه الشاب والجديد بروح معنوية مغايرة عن السابق، وبأداء فني قتالي ذكرنا بجيل دابو وصبحي والصغير. عاد الأهلي متجددا وكاد يخطف الكأس ويعود بها من الرياض إلى جدة لولا قلة خبرة ثلة من لاعبيه، ناضل الأهلي بشموخ الكبار لكنه مني بندٍ متمرس في منازلات كهذه. والحق أن الهلال والأهلي يستحقان البطولة لما قدماه في المباراة من مستوى فني مشرف غير مشوب بأي عنف أو أذى، كبيران تعانقا فأظهرا أصالة كرة القدم السعودية وجوهرها المكنون في معادن الرجال، وحين أقول الرجال أقصد القيادة الإدارية الحكيمة في الناديين العملاقين؛ حيث خرج الأهلاويون بعد المباراة مهنئين ومصافحين ومباركين. وهذا ديدن رجال الأهلي وفكرهم التنافسي الرائع الذي انطبع على نجومهم في الملعب. صدقوني الأهلي لم يخسر!! لقد كسب احترام الجماهير بشتى أطيافها، وسيكون للفريق الأهلاوي الراقي قصة أخرى يحكيها الزمان... فانتظروا. رذاذ: ** الرائعان الأميران عبدالرحمن بن مساعد ونواف بن سعد نبارك بطولتكما الثانية في هذا الموسم، وأبارك لكما وجود سامي الجابر في الإدارة الزرقاء التي أثبتت أن الإدارة فن وتخطيط بمنهج علمي مؤصل. ** تحرك (الفاتك) ياسر القحطاني في الشوط الثاني من مباراة الهلال والأهلي فتحرك الهدير الأزرق وتلاطمت الأمواج فغرقت القلعة.. هذا هو الفاتك بالشباك لمن حاول المساس بروعته وتميزه. ** السويدي ويلهامسون، كم أنت شقي يا رجل! ببساطة تعبر وببساطة تسجل وبذكاء تخترق، يا لك من شهب إذا نزل من الأعالي تغيرت بعد انقضاضه الملامح!