أقرأ كثيرا في الصحف عن تنظيم الإدارات الحكومية لدورات في الدفاع المدني، بالتعاون مع مديريات الدفاع المدني في المناطق والمحافظات، وهذا أمر جيد. وكما يقول الحكماء، فإن الوقاية خير من العلاج، فالمعرفة القليلة خير من لا شيء، وكثير من التجارب المعاشة أثبتت صحة هذا الكلام، فكثير من الحرائق كان بالإمكان السيطرة عليها أو كبح جماحها بسهولة، إذا توافرت بعض المواد في مكان الحريق، والمعرفة القليلة للموجودين بطرق الإطفاء. لذلك فمن الضروري أن يتعلم الجميع حتى ربات البيوت بعض أساسيات الدفاع المدني، وطرق التعامل مع الحرائق، وكذلك استخدام الطفايات، والتعرف على أنواعها، فكما هو معلوم فإن هناك طفاية الحريق المائية وتستخدم لإخماد الحرائق في الأوراق والملابس والخشب والمنتجات البلاستيكية، وهناك طفاية أكسيد الكربون، وهي تعمل على امتصاص الأوكسجين من النار حتى لا تزيد، وتستخدم لحرائق السيارات والغرف الميكانيكية، وطفاية الحريق الجافة الكيميائية الخاصة بحرائق الوقود، حيث تعمل على تغطية الوقود بطبقة رقيقة من البودرة، وبالتالي تعزله عن الأوكسجين العامل الأساسي في بقاء النيران مشتعلة. وهذه المعرفة ضرورية، فبعض ربات البيوت عندما يشتعل الزيت (على سبيل المثال) خلال الطبخ، فإنهن يسارعن لإطفائه بالماء، وعندها تحدث الكارثة وتتسع رقعة الحريق.. لكن لو تلقين بعض الدروس فإنهن قطعا سيسارعن بتغطية الوعاء المشتعل بإناء أكبر منه أو بقطعة قماش مبللة لمنع وصول الهواء إليه، كما يقول المختصون في الدفاع المدني. علينا أن نحتفظ بطفايات الحريق (وهي بأحجام متفاوتة ليسهل حملها) في سيارتنا، وفي مكاتبنا وبيوتنا، وفي الأماكن العامة والمساجد، فالحوادث تحدث فجأة من غير سابق إنذار أحيانا.