يعيش عشاق النادي الأهلي حالة من التفاؤل والترقب خلال هذه الأيام في ظل حلم العودة لصعود المنصات وملامسة الذهب الذي يراودهم؛ مما يعني أن بعد غد لن يكون يوما عاديا لمحبي القلعة. ورغم ضياع حلم تحقيق لقب دوري زين للمحترفين هذا الموسم، إلا أن المتغيرات المستجدة على خريطة الفريق بداية من المدرب فارياس ومرورا بالثلاثي الأجنبي الجديد وتحسن الأداء الأهلاوي بشكل مغاير عن بداية الموسم الرياضي، تنبئ بفجر جديد في ظل وقوف الفريق على أعتاب الإنجاز من خلال مسابقة كأس ولي العهد التي باتت مطلبا أهلاويا، حتى إن كان المنافس بحجم الهلال بطل دوري زين السعودي للمحترفين. فارياس المنقذ وتحرك صناع القرار في البيت الأهلاوي سريعا لاحتواء الأزمة الفنية للفريق من خلال التعاقد مع المدرب البرازيلي سيرجيو فارياس الحاصل على المرتبة ال14 عالميا ضمن مجموعة المدربين العالميين بعد تحقيق دوري أبطال آسيا 2009، والمركز الثالث عالميا مع فريقه السابق بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي. وينظر الأهلاويون إلى مدربهم نظرة مسؤولة لاستعادة بريق فرقة الرعب بعد غياب المدرسة البرازيلية عن أركان القلعة في السنوات الخمس الماضية، وفي أول ظهور إعلامي له أكد فارياس أنه لا يملك العصا السحرية ولا يستطيع قلب الطاولة الأهلاوية، وأشار إلى أنه يعمل ضمن منظومة عمل جماعية، وأكد أن تحقيق بطولة لن يتم بين يوم وليلة في ظل حاجة الفريق لعمل جماعي من الرئيس حتى المشجع. غزال وترميم الدفاعات بعد نكسة الكولومبي موسكيرا والإبعاد الفني لوليد عبدربه، توجه صناع القرار الأهلاوي إلى تونس الخضراء بعد نجاحات أبنائها مع الشعار الأخضر والأبيض لاستقطاب المدافع التونسي سيف الدين غزال الذي ينظر له الأهلاويون مع عودة عبدربه بتفاؤل لترميم الخط الدفاعي عقب الإخفاقات التي لازمته منذ بداية الموسم. ضربة معلم وفي جانب آخر، صفقت الجماهير الأهلاوية للتعاقد مع لاعب المحور النصراوي يوسف الموينع ليكون أحد الطيور المهاجرة للقلعة والدفاع عن ألوانها بداية من فترة الانتقالات الشتوية، ويأمل الأهلاويون أن يكون الموينع هو اللاعب الذي طالما حلمت بمثله أن يرتدي شعار فريقهم؛ لما يمثله مركز المحور من ثقل فني بعد التراجع والإصابات التي أبعدت صاحب العبدالله عن القيام بواجباته الفنية هذا الموسم. المايسترو مارسينهو بعد أن خيب صانع الألعاب الأرجنتيني سباستيان آمال وتطلعات الأهلاويين في قيادة وسط الفريق وإمداد المهاجمين والإسهام في تحقيق الانتصارات، جاء القرار حاسما بالاستغناء عنه والتعاقد مع ابن السامبا مارسينهو بديلا عنه، وخاصة أنه مثّل المنتخبات البرازيلية 21 و23 والأول، وبقرار فني من المدرب الأهلاوي فارياس الذي أشرف على تدريب اللاعب بالمنتخب البرازيلي تحت 21 سنة، ولم يخيب مارسينهو ظن مواطنه فيه، وكان عند حسن الظن وقدم أداء رائعا في وسط الميدان خلال المباريات التي لعبها منذ التحاقه بالأهلي في فترة الانتقالات الشتوية. الأمل الأهلاوي فرض فارياس على الإدارة الأهلاوية الاستغناء عن خدمات المهاجم الأرجنتني خافيير توليدوا الذي قدم مستويات جيدة وأحرز ثمانية أهداف بدوري زين، وأن يستبدل به المهاجم البرازيلي فكتور سيمويس الذي خاض تجربة احترافية في أوروبا وآسيا، وبحسب وجهة نظر المدرب فإن توليدوا لن يفيده في طريقة اللعب التي سينتهجها، وطالب بفكتور ليكمل الأهلي عقد لؤلؤ محترفيه غير السعوديين، ومن الإطلالة الأولى للاعب البرازيلي مع الأهلي فرض اسمه بقوة على خريطة الفريق، فتكفل وحده بنقل الأهلي إلى نصف نهائي كأس ولي العهد، بعد إحرازه هدفي فريقه في مرمى الفتح بدور الثمانية، وغاب عن نصف النهائي بسبب البطاقتين الصفراوين، وسيكون حاضرا في النهائي كورقة هجومية ضاربة بجوار مالك معاذ. القرعة وحرمان الأرض حرمت قرعة كأس ولي العهد جماهير الأهلي من متابعة فريقها على ملعبه طوال البطولة، حيث إن الفريق منذ انطلاق مبارياته في دور ال16 حتى وصوله للنهائي الكبير، خاض جميع المباريات خارج ملعبه، حيث التقى هجر في الأحساء، ثم التقى الفتح القطب الثاني بالأحساء وتجاوزه بهدفين، ثم انتقل للعب نصف النهائي بالرياض أمام الشباب، ومنها للمباراة النهائية لكأس ولي العهد أمام الهلال بعد غد على ملعب الملك فهد الدولي. مغامرة فارياس وانهالت الانتقادات على فارياس مدرب الفريق في لقاء الشباب لإخراجه مهاجمي الفريق حسن الراهب ومالك معاذ على التوالي في خمس دقائق، وإشراكه عبدالرحيم الجيزاوي والوجه الجديد ياسر فهمي، إلا أن مغامرة فارياس المحفوفة بالمخاطر نجحت ونقلت الفريق إلى بر الأمان، بعد أن عدل البديل الجيزاوي النتيجة وقدم الفهمي نفسه بشكل مميز.