صادف الأسبوع الماضي امتحانات منتصف العام الدراسي، غير أن أجواءه لم تنفصل عن الجو الكروي المشحون الذي تجسد عبر بعض أسئلة المعلمين وإجابات الطلاب، فالتلميذ النصراوي الذي تناقلت وسائل الإعلام قصته وجد السؤال التالي: “صار الهلال: (زعيمٌ- زعيمًا- زعيمٍ)- بالضم والفتح والكسر- اختر الإجابة الصحيحة”!! الطالب انطلق من نفس الزاوية وكتب: “صار النصر عالميٌ- عالميًا- عالميٍ).. ومثله زميله الذي قرأ سؤالا في التاريخ عن: “ما هي أهم إنجازات الإمام فيصل بن تركي؟”، فأجاب: “صفقة السهلاوي، و20 % مما يطمح له”!!.. إذا كانت الامتحانات لم تخرج عن جو الرياضة، فالرياضة أيضا لم تخرج عن جو الامتحانات.. حيث كان لقاء البارحة بين النصر والهلال امتحانا حقيقيا للفريقين، تفوق فيه الفريق الأفضل كثيرا، واستطاع أن يرد اعتباره أمام جاره الذي رسب في الامتحان. اللقاء كان بالفعل نهائيا مبكرا للمسابقة، وعرسا كرويا جماهيريا حافلا، قدم خلاله الفريقان مباراة مثيرة انتهت بتقدم الأزرق بفارق هدف جاء قبيل صافرة النهاية. (نقاط) إصابة حسين عبدالغني في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني أحبطت داسيلفا، وزادت من معاناة الدفاع الأصفر وأزمت الوضع كثيرا. بدا على دفاع النصر الارتباك والاستعجال الزائد خاصة بالعمق الذي اتضح أن مكان إيدير فيه لا زال شاغرا.. أما صديق ففاقد الشيء لا يعطيه!.. ياسر القحطاني أضاع مع المنتخب فرصة سهلة وهامة أمام المرمى تماما، ومساء أمس عاد ياسر لإضاعة فرصتين سهلتين جدا خلال الحصة الأولى، كان من الممكن أن تحسما الأمور لمصلحة فريقه باكرا.. ياسر لا زال يفتقد التركيز ويحتاج لإعادة حساباته؛ لأن هذا الموسم الثاني له بعيدا عن مستواه الذي كان. أثبت حسن العتيبي صواب نظرة المدرب جريتس، وبالمقابل كان خالد راضي في قمة حضوره ونجح (في اختبارات نيفيز) الصعبة، رغم الهدف الجميل الذي لا يلام عليه. إبراهيم غالب نجم كبير ينتظره مستقبل مضيء، وهو (إذا ما حافظ على نفسه) هدية العالمي للأخضر. حسام غالي لاعب مهاري رائع، لكن عيبه أنه يلعب بيديه أكثر من رجليه، كما أن تعمده الحصول على البطاقات لأسباب تافهة يثير الاستغراب. الذي صنع الفارق هو العنصر الأجنبي، هذا ليس اكتشافا.. هذا درس هلالي لبقية الأندية. مبروك للهلال الفوز المستحق والتأهل لنصف النهائي، بل للنهائي؛ فالمباراة القادمة مجرد تحصيل حاصل مع كامل الاحترام لفريق نجران. قياسا بالواقع والظروف.. ما حققه النصر حتى الآن يعد جيدا، وأمام اللاعبين فرصة تحقيق المركز الثالت أو وصيف الدوري.. وقياسا بالواقع والظروف ما يحققه الهلال من تواجد مستمر في النهائيات طبيعي جدا.