يتحاشى المارة وعابرو المكان في حي الصواعد منطقة اكتسبت اسم (حفرة الموت) بعد كارثة السيول، حيث شكل الحي معلما لتلك الحفرة الخطرة التي انتشلت منها الجهات الأمنية جثث موتى قضوا نحبهم فيها غرقا، ولا تزال عمليات الشفط متواصلة فيها للبحث عن مفقودين آخرين. وعلى الرغم من مرور أكثر من شهرين على الكارثة إلا أن الموقع الذي يجاور تلك الحفرة لا يزال يخضع لعمليات شفط وبحث على مدار الساعة. وقال عبده “عامل مصري” يعمل في استراحة بالحي: إنه شاهد يوم الكارثة عددا من الأشخاص وهم في حالة وفاة واضحة، والسيول تتناقلهم حتى هوت بهم إلى الحفرة الواقعة على مقربة من حي الصواعد. وأضاف أنه “بعد أيام من السيل تم العثور على جثث مطمورة تحت التراب، وأن هناك روائح تنبعث من المياه الراكدة من حفرة الموت، وزادت بعد أن توجهت الفرق للبحث عن جثث بداخلها” مضيفا أنه وزملاءه والعديد من مجاوريها يتهربون من المرور بجانبها، ويتحاشون أن يتوجهوا إليها، بل إنهم انتهجوا السير من طرق جانبية بعيدة عنها، “فكل ما حولها ينبئ بالكارثة ويعيد للأذهان التفاصيل المريرة لذلك اليوم وما تلاه من بحث لا يزال حتى الآن من قبل الدفاع المدني والجهات الأخرى” مضيفا أنه وجيرانه ينتظرون اليوم الذي يسدل فيه الستار على هذه الحفرة وتبعاتها وما احتضنته من مآسٍ. لافتا إلى أن الجميع ينتظر أن تزال الحفرة تماما. وأضاف صالح الجهني: “من بين المآسي وجودنا قرب هذه الحفرة وعودتنا إلى الحي في ظل وجود الآليات يوميا، وهي تبحث عن موتى في ظل رائحة الموت التي تنبعث من كل جانب” وأضاف: “عشنا أياما مريرة مرت على حينا الذي تحول إلى نقطة بحث في هذه الحفرة التي نخشى حتى مجرد النظر إليها أو الاقتراب منها، كيف لا وقد احتضنت الجثث وعايشنا البحث عن مفقودين نعرفهم، وتعرفنا على موتى من الحي احتضنتهم حفرة الموت”.