يتوقع خبراء الأرصاد بدءا من اليوم أن تنخفض درجات الحرارة في مختلف مناطق السعودية بشكل كبير بعد ارتفاع شهدته الفترة الماضية بشكل يتناقض مع موسم الشتاء الذي نعيشه حاليا؛ إذ بلغت درجة الحرارة في بعض المناطق التي تتميز بشدة البرد 30 درجة مئوية. هذا الارتفاع “الغريب” في درجات الحرارة كما وصفه البعض شكل مؤشرا لدى قطاع من كبير من الناس بأن موسم الشتاء في طريقه إلى الانتهاء؛ وهو ما نفته مصلحة الأرصاد التي أكدت أن الشتاء ما زال مستمرا، وحذرت من انخفاض كبير في درجات الحرارة قد يصل إلى ما بين صفر وأربع درجات مئوية خلال اليومين المقبلين على أجزاء مختلفة من السعودية. جبهة باردة متسللة وقال الدكتور عبدالله المسند الخبير المناخي عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم إن الموجة الباردة التي تسللت إلى الأجواء السعودية فجر أمس في أعقاب المنخفض الجوي الحركي المتوسطي أعقبها جبهة باردة تسللت إلى المنطقة ابتداء من الشمال الغربي؛ حيث انخفضت درجة الحرارة بشكل سريع حتى وصلت أمس إلى ما دون الصفر خارج مدينة طريف أقصى الشمال السعودي، ووصلت هذه الكتلة إلى منطقة الجوف فالمنطقة الوسطى. مشيرا إلى أن هذه الموجة الباردة تؤثر في المناطق الشمالية والمنطقة الوسطى بالدرجة الأولى والغربيةوالشرقية على نحو أقل. وتوقع أن تواصل درجات الحرارة هبوطها الحاد اليوم لتبلغ ذروتها غدا وبعد غد، يعقب ذلك ارتفاع تدريجي لدرجات الحرارة. وقال: “يتوقع أن تسجل درجة الحرارة الصغرى في المناطق الشمالية دون الصفر المئوي، وقد تلامس الصفر المئوي في منطقتي حائل والقصيم وشمال منطقة الرياض، خاصة خارج النطاق العمراني”. المنخفضات الجوية وذكر المسند أن سبب موجات الدفء غير المعهودة خلال موسم المربعانية السابق والشبط كان بسبب توالي المنخفضات الجوية المتوسطية (12 منخفضا) التي تتخلق فوق المحيط الأطلسي أو فوق البحر المتوسط وتتحرك باتجاه الشرق، وتعبر أجواء المنطقة إلى الشمال، هذه المنخضفات تحول بين أجواء المنطقة والكتل الشمالية السيبيرية الباردة أن تتوغل إلى الأجواء السعودية؛ ما تسبب في تحريك الرياح الجنوبية بفرعيها معظم الأيام وتسبب في رفع درجات الحرارة. وذكر أن تكرر المنخفضات الجوية مسألة إيجابية على صعيد هطول الأمطار والدفء النسبي الذي يقلل من إصابات البرد للإنسان والحيوان ويخفض مخاطر الصعيق الذي يلحق الضرر بالنباتات والمحاصيل ونمو الكلأ والأعشاب في البراري، ويخفض استهلاك فاتورة الكهرباء في المنازل ويسهم في انخفاض أسعار الحطب. تدني الرؤية الأفقية من جانبه، أوضح محمد نور اختصاصي أرصاد جوية بمصلحة الأرصاد الجوية ل”شمس” أن موجة الحر التي شهدتها البلاد الأيام الماضية كانت نتيجة كتلة هوائية حارة مع رياح جنوبية أدت إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وهذا الأمر طارئ ولا يعتد به في الحكم على انتهاء البرد أو علامة من علامات تغير الأجواء من البرد إلى الحر. مؤكدا أن فصل الشتاء سينتهي في 21 مارس المقبل من هذا العام وليس قبل ذلك. وتابع: “من المتوقع خلال اليومين المقبلين أن تكون هناك رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار إثر دخول كتلة هوائية باردة تتسبب في حدوث رياح تصل سرعتها إلى أكثر من 50 كيلومترا في الساعة، وستتدنى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومترين ويصحب ذلك انخفاض ملموس في درجات الحرارة على جميع أنحاء السعودية. وأضاف أنه من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في الأطراف الشمالية الغربية إلى الصفر، وفي المنطقة الشرقية إلى أربع درجات مئوية؛ ما ينذر بموجة برد قارس خلال ليلة الجمعة. ونبه مستخدمي الطرق السريعة إلى اتخاذ الحيطة والحذر؛ نظرا إلى موجة الغبار التي ستعيق الرؤية. أسبوع بارد من جانبه، قال الدكتور علي الشكري أستاذ الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ل”شمس”؛ نظرا إلى وجود موجة رياح جنوبية وجنوبية غربية بصفة عامة قادمة من إفريقيا والمحيط الهندي التي تميل عادة إلى الحرارة والتحمّل بالرطوبة بشكل جزئي فقد اتسمت المنطقة بجو حار نسبيا. وأضاف: “من المتوقع أن يكون الجو باردا خلال الأسبوع المقبل وسط قدوم الرياح الشمالية والشمالية الغربية التي ستكون باردة نسبية، وتكون كذلك مارة بالصحاري؛ لذا ستصل إلينا وهي محملة بالغبار والأتربة، خصوصا على المناطق الشرقية والوسطى والغربية وبصورة أقل نسبيا على المناطق الجنوبية التي ستكون معرضة لهطول أمطار بشكل قليل”.