سجلت قصور قاعات الأفراح واستراحات المناسبات الخاصة بكافة مناطق السعودية هذه الأيام انتعاشا ملحوظا وإقبالا كبيرا، حيث ارتفعت نسبة الحجوزات خلال إجازة منتصف العام الدراسي (التي تستمر عشرة أيام) لتتخطى حاجز ال 200 في المئة، فيما أوضح متعاملون معها أن حفلات الزواج وعقود القران أشعلت نشاطها، حيث لا يخلو يوم من الإجازة إلا وتتم فيه إحدى المناسبات السعيدة. ويؤكد رابح المديني صاحب استراحة في منطقة مكةالمكرمة أن موسم الإجازات “يعد أفضل المواسم على الإطلاق، نظرا إلى نسبة التشغيل المرتفعة التي تصل إلى الذروة، فلا يوجد يوم فارغ، فكل يوم هناك حجز سواء لإقامة مناسبة زواج أو عقد قران، وكذلك حفلات التخرج من الجامعات أو الكليات” وأضاف المديني أن سعر الليلة الواحدة يتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة آلاف ريال. فيما يبين رجب إبراهيم (موظف حجز) في أحد القصور أن نسبة التشغيل بلغت 100 في المئة، وأضاف: “القصر الذي أعمل به محجوز طوال إجازة منتصف العام، ويوميا يحضر لنا العديد من الراغبين في إقامة الحفلات للحجز، لكن نعتذر لهم بحجة أنه لا حجوزات لدينا، فقد وقعنا عقودا بالجملة منذ أسابيع” وعن الأسعار أكد أنها ترتفع إلى الضعف، وهذا وضع طبيعي، وأشار إلى أن إيجار الليلة الواحدة يتراوح ما بين 14 إلى 28 ألف ريال، مؤكدا أن هذه الأسعار للأيام التي تقع في منتصف الأسبوع، بينما هناك وضع مختلف ليومي الخميس والجمعة، كونهما يصادفان عطلة نهاية الأسبوع، وأضاف أن السعر يختلف أيضا بحسب الطلبات التي يطلبها صاحب المناسبة. من جهة أخرى، اعترف مالك العنزي أحد ملاك الاستراحات في الرياض بأن الموسم الحقيقي يبدأ مع نهاية الاختبارات في المدارس، ويوضح أنهم كانوا يمنون أنفسهم بإجازة أطول حتى يكون بمقدورهم تحقيق ربح أكبر، وأضاف: “إجازة منتصف العام بالنسبة إلينا أفضل من آخره، ففي هذه الأيام المحسوبة نجد أن جميع الأيام محجوزة وبأسعار عالية قد لا يقبلها الزبون في نهاية العام بحكم طول الفترة وتعدد الخيارات”. ويؤكد أن الأسعار ترتفع إلى الضعف أو الضعفين بحسب الصالة والتجهيزات والخدمات المقدمة. ويرى عبدالله المالكي (عريس) أنه مضطر إلى إقامة حفل زفافه خلال هذه الفترة بسبب ضغوط عالية من أهل زوجته، ويوضح: “كنت أتمنى أن يكون زفافي في الأيام العادية وخلال فترة الدراسة لأنني لن أكون حينها مضطرا إلى دفع ضعف إيجار القصر الذي سأقيم فيه الاحتفال، لكن هذا الأمر بات واقعا، ومن الصعوبة أن ننكر على أصحاب القصور والاستراحات ذلك، فهذا مصدر رزقهم، والشباب لم يضربهم أحد على أيديهم ويمنعهم من إقامة حفلات الزفاف في الأيام العادية بعيدا عن المواسم التي يرتفع فيها كل شيء”.