بدأ الغموض يكتنف مستقبل الإسباني راؤول نجم ريال مدريد بعد أن بقي حبيسا لمقاعد الاحتياط لفريقه، وانطلقت التكهنات حول إمكانية رحيله عن صفوف النادي الملكي نهاية هذا الموسم. ولم يكشف المهاجم أمس عن موقعه في الموسم المقبل، رغم أن الشكوك زادت بسبب صمته، حيث لم يتلفظ بتلك الجملة التي تقال دوما “لدي عقد وسأكمله”. الأكثر من ذلك أن ما قاله كان: “الحاضر هو ريال مدريد وأريد التركيز مع فريقي.. سيكون هناك متسع من الوقت للحديث عن مستقبلي”. جاءت هذه التصريحات بعد أن صرح خينيس كارباخال، وكيل أعمال اللاعب لموقع “سوكرنت” وقال: “دائما هناك خيارات، ولا أحد يعرف ما سيحدث غدا.. ليس سرا أنه كان معجبا دوما بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكن هناك خيارات أخرى مثل قطر وأمريكا.. ولديه خمسة أبناء ولا بد من وضع عوامل كثيرة في الاعتبار”. وينتهي عقد راؤول (33 عاما) مع ريال مدريد نهاية الموسم المقبل، حيث يواجه اللاعب حقيقة شاقة وهي أنه بديل دائم في ريال مدريد، وآخر مهاجم يصيبه الدور في قائمة تضم أسماء مثل كريستيانو رونالدو وجونزالو هيجوين وكريم بنزيمة. وقد خاض القائد مباراته الأولى أساسيا في الدوري الإسباني السبت الماضي بعد ثلاثة أشهر من الجلوس بديلا على ملعب ديبورتيفو لاكورونيا، والظروف فقط هي التي منحته الفرصة مع إصابة هيجوين وإيقاف كريستيانو رونالدو وتشير التوقعات أنه بمجرد عودة الاثنين، وهو ما سيحدث قريبا، سيذهب راؤول مجددا إلى كرسي البدلاء وهو الأمر الذي لا يعتبر تقبله سهلا مع لاعب يتسم بالمنافسة والكبرياء، ولا سيما بعد مسيرة 15 عاما مفعمة بالنجاح. وقال راؤول في نبرة حزينة: “بالنسبة لأي لاعب، عدم اللعب ليس الوضع الأنسب.. وأنا أعيش الآن وضعا كان سيأتي آجلا أو عاجلا”. في الوقت نفسه، تسبب غياب راؤول عن الفريق في غياب تأثيره عندما يشارك كقائد للفريق ورمز للنادي وانتقلت تلك الصورة إلى الحارس إيكر كاسياس وربما أيضا إلى الوافد الجديد كريستيانو رونالدو. ولكن يملك راؤول دوما أسبابه للانتصار ووضعه الحالي ليس استثناء، فقد توقع الكثيرون باحتمالات انفجاره إزاء جلوسه بديلا، لكنه تقبل هذا الظرف بعقلانية كبيرة، دون أن يحدث صخبا. ويضيف: “الأمور بمقاديرها.. لا بد من التعامل معها بطبيعية. يجب أن يكون التواضع هو السمة الغالبة دوما، خاصة في هذه اللحظات وأنا لاعب في ناد وما سأفعله هو تقديم المساعدة والزمن يضع كل شخص في موضعه، وتصرفي طبيعي جدا”. ولم يجد راؤول أسبابا ليلقي باللوم على مديره الفني، الشيلي مانويل بيليجريني، حيث قال: “لدي علاقة ممتازة مع المدير الفني وأعرف ما هو دوري وما هي وظيفتي”. ومن المحتمل ألا يرغب راؤول في تأمل تاريخه مع ريال مدريد من مقاعد البدلاء، وقد يريد خوض مغامرة أجنبية في نهاية مشواره، سعيا لأن يترك صورة أفضل لدى الجماهير التي تورمت أيديها تصفيقا لنجاحاته التي لا تحصى إلا أنه يريد فقط أن يعرف أين سيقوده مصيره مستقبلا”.