فتح باب الترشح لرئاسة الكرسي الأكثر التهابا بين أندية الوطن، وهذا الالتهاب ليس وصفا تفضيليا، بل هو واقع مشاهد، فكرسي رئاسة نادي النصر تحيط به جماهير، لا يقتصر دورها على الحضور للمدرج، فهي جماهير إيجابية، بل إنها تعتبر المحرك الرئيس لمسيرة النصر نتيجة ثقلها الاقتصادي الذي يعرفه المستثمر الرياضي حق المعرفة، ويجب أن يعرفه جيدا من يريد أن يترشح لكرسي الرئاسة، فالمرشح الذي لا رصيد له في هذا المدرج الهادر يجب عليه أن يبقى في منزله حتى ولو كان يملك حل جميع معادلات الوصول لكرسي الرئاسة، لأن وصول من لا يملك أفئدة جماهير الشمس لسدة الرئاسة في النصر سيكون ضرره بالغا على مستقبل النصر، فانصراف هذا المدرج عن الوقوف مع الرئيس القادم يعني انصراف الاستثمار والعودة لعهد المجاعة.. حاليا لا يوجد على مسرح الترشح سوى الأمير فيصل بن تركي، الذي يحظى بدعم شرفي وجماهيري وإعلامي غير مسبوق، وهذا الدعم ليس مخترعا، ولم يبن على اعتبارات شخصية، بل هو محصلة عمل خلاق قدمه خلال الفترة البسيطة التي تولى فيها رئاسة النادي كرئيس مكلف، على الرغم من أن لديه نقصا في بناء العلاقات العامة، مع الإعلام وأعضاء الشرف ومع الجماهير، ويبدو أن للرجل فلسفة معينة في هذا الشأن، تعتمد على (دع عملك يتحدث عنك)، وهذه الفلسفة النقية يبدو أنها تكسب إلى الآن، وأن الرهان عليها في المجتمع النصراوي الموسوم بالمشاعر الفياضة رهان كاسب.. شخصيا لا أتوقع أن يكون سموه المترشح الأوحد، ولا أتمنى ذلك، على الرغم من يقيني أنه رجل المرحلة، فدخول أكثر من مرشح سيرفع مهر كرسي الرئاسة، وهذا سيكون في مصلحة النصر، ولكن على من يفكر أن يدخل السباق إلى كرسي الرئاسة لتحقيق مكاسب شخصية، أو تسديد فواتير معينة، أو السعي لمقايضة محسوبة للتحلل من بعض الالتزامات المستحقة، أن يكف عن ذلك، وأن يدرك أن أوراق اللعبة اختلفت عما كانت عليه في الأيام الخوالي، فجماهير الشمس أصبحت هي (الناخب الأكبر) لأنها بكل بساطة هي الداعم الأكبر لخزينة النادي من خلال ثقلها في مجال الاستثمار، وهذه الحقيقة يجب أن يعيها كل من يملك حق التصويت حتى لا يمنح صوته لمن لا يملك رصيدا جماهيريا، لأن هذا التصرف (إن حدث) لا يعني إلا حرمان النصر من أهم مقدراته المالية.. زمن المسرحيات الليلية وتسور السياج المحيط بكرسي الرئاسة بالفهلوة والبيانات الفارغة انتهى، والحبكات الدرامية المبنية على المشاريع الوهمية والأرقام المالية التي تختفي بعد الوصول لكرسي الرئاسة لم تعد لها قيمة في إقناع الناخب، ولا في كسب مشاعر مدرج الشمس الذي أصبح يعرف عن نصره ومرشحيه وأعضاء شرفه ولاعبيه وإعلامييه، أكثر مما يعرفون عن أنفسهم.. شخصيا ومن خلال معرفتي بالواقع النصراوي أبارك للأمير فيصل بن تركي الفوز بمقعد الرئاسة من الآن، وهذا الفوز هو فوز لمشروع التغيير الذي بدأت ملامح أهدافه تتضح في النصر، وعلى من سيدخل السباق لكرسي الرئاسة من ذوي الحسابات الخاصة أن يتأكد أن ذاكرة جماهير الشمس لا تزال نشطة، وأن وعيها تقدم، وأن معطيات حل الوصول لكرسي الرئاسة لم تعد كما كانت.