يعتبر الكمأة أو (الفقع) من الثمار التي تظهرها الأرض وتعتبر أغلى فاكهة على الإطلاق، وهو نبات فطري لا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض ولا ورق ولا زهر ولا جذر له وينمو بالكامل تحت سطح الأرض وعلى أعماق متفاوتة تصل ما بين “2 50” سم. ويرتبط موعد ظهوره في الصحراء العربية بالوسمي وهو أول المطر الذي يسم الأرض بخروج بادراها. ويبدأ في 24 من الميزان (16 أكتوبر) ويستمر 52 يوما تشمل أربعة نجوم هي العواء والسماك والغفر والزبانا، وعدد أيام كل نجم منها 13 يوما، ويبدأ البحث عنه لجمعه وحصاده، بعد مرور “40 60” يوما من بدء الوسم. ويستدل على وجوده بارتفاع طفيف في سطح التربة أو بتشقق التربة عنه، وهناك من أهل البادية من اكتسبوا خبرة عالية في الاستدلال على أماكنه واستخراجه وجمعه بكميات كبيرة إذا كان متوافرا في الموسم، ويمكن الاستدلال على موقعه بحسب الخبراء بوجود نبات الأرقة والتي ما إن تشاهد حتى يتم البحث حولها عن الكمأ، ويعتقد أنه يعيش بجانبه معيشة تكافلية حيث يمتص الفقع الماء والأملاح والمواد الغذائية من جذور نبات الأرقة عن طريق خيوط خاصة، مقابل أن يستفيد نبات الأرقة من بعض العناصر المعدنية من الفقع والتي لا يجدها في التربة، والكمأ نبات الرعد لأنها تكثر بكثرة الرعد وتنمو عادة في الربيع، وقد سميت كمأ لاستتارها تحت التربة ومنه كمأ الشهادة إذا سترها وأخفاها.