ظهر المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم بالمستوى الذي قاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، وفاز أمس على مالي في الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية بهدف دون مقابل. ليرد بذلك رجال المدرب رابح سعدان على الانتقادات اللاذعة التي وجهت إليهم بعد الخسارة القاسية في الجولة الأولى من مالاوي بأفضل طريقة ممكنة. جاءت بداية المباراة سريعة من الطرفين، وكان المنتخب المالي السبّاق في تهديد خصمه، عبر كرة عالية داخل منطقة جزاء الجزائر كان بالإمكان إبعادها بسهولة إلا أن ضعف الانسجام بين اللاعبين كاد يكلف المنتخب العربي هدفا مبكرا، ولكن يقظة الحارس فوزي شاوشي أنقذت الموقف بإبعاده الكرة بقبضة يده. وكان لاعبو مالي دخلوا أجواء المباراة مبكرا، وهو ما ساعدهم على التحكم في اللعب نسبيا، ومن خلال مجهود فردي توغل يتاباري لاعب وسط مالي صوب دفاع الجزائر وتلاعب بأكثر من لاعب إلا أن تسديدته في النهاية أخطأت المرمى (15). رتب لاعبو (الخضر) بعد ذلك أوراقهم وجاروا نسق خصمهم، وشنوا عددا من الهجمات؛ وهو ما سمح لهم بتسلُّم زمام المباراة كليا خلال الربع الأخير من الحصة، واكتفى المنتخب المالي بالتراجع إلى المناطق الخلفية. ومع تعدد الفرص الجزائرية، استطاع المدافع رفيق حليش أن يضع منتخبه في المقدمة، بعدما انبرى برأسه لكرة عالية مررها كريم زياني صانع الألعاب لتسكن شباك مالي (42). ومرت بقية الدقائق دون تغير في النتيجة، ليطلق حكم المباراة صافرته معلنا تقدم الجزائر بهدف دون مقابل. ومع بداية الحصة الثانية، كثف المنتخب المالي من هجماته، إلا أن دفاع الجزائر بقيادة مجيد بوقرة كان في الموعد، ووقف سدا منيعا للمحاولات المالية، باستثناء كرة واحدة كان بطلها تامبورا الذي تخطى الحاجز الدفاعي وفضل خيار التسديد رغم وجود اثنين من زملائه دون رقابة، لتنتهي خطورة الكرة، بتصدي شاوشي لها (55). وحاول مدرب المنتخب المالي زيادة الضغط ودفع بورقة عمر كانوتيه بدلا من نداي (61). وكان للتغيير دور في تحسن الأداء الهجومي للمنتخب المالي، إلا أن اللمسة الأخيرة المفقودة وتماسك دفاع الجزائر حالا دون أن يحقق لاعبو مالي ما يصبون إليه. وانتظرت الجماهير الجزائرية بقلق الدقائق العشر الأخيرة، لعلمها بأن مالي أحرزت أربعة أهداف دفعة واحدة في أنجولا في لقاء الافتتاح في تلك الفترة، إلا أن استبسال نجوم الجزائر جعل مالي تستسلم مبكرا، وجعل الأفضلية بيد منتخب الجزائر الذي كان بإمكانه تعزيز النتيجة في أكثر من مناسبة. وأضاف حكم المباراة أربع دقائق للوقت بدل الضائع، مرت هادئة على غير العادة ليطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، لينتهي اللقاء جزائريا بهدف دون رد.