حمّل الشيخ بدر بن نادر المشاري الداعية المعروف الإعلام المتحيز (كما وصفه) عدم الكتابة أو الاحتفاء بزيارات رجال العلم والدين إلى المناطق الحدودية، وقال: “البعض لم يجعل همه هذه القضية للأسف الشديد، بل تجد بعضهم، ولا أعمم هنا أو أتهم أحدا يكتب عن الوطنية وينادي بالوطنية، وإذا أتينا لتطبيقها على الأرض كواقع عملي، لم نجد ذلك حاضرا في طرحه”، وأضاف: “نحن اليوم نواجه عدوا واحدا، يحاول أن يعتدي على أرضنا، لذلك يجب علينا أن نقف صفا واحدا تجاهه، وأن تكون كلمتنا واحدة، وألا نقبل أن يمس أحد ثرى وطننا”، وواصل: “أطالب الإعلام بعدم الالتفات لسفاسف الأمور، وليسمح لي بهذه العبارة ، وليستح الإعلام والإعلاميون على أنفسهم، ولو بخبر، وليس صفحة أو تقريرا وخير دليل زيارة الشيخ صالح بن حميد الذي زار الحدود الجنوبية، والتقى الجنود وألقى كلمات فيهم، ومع ذلك لم نجد الصحف تنشر عن هذه الزيارة، مع أنها لرجل مسؤول في الدولة وله مكانته وبمنصب وزير، ناهيك عن المشايخ الأقل منه مرتبة، وبودنا لو تحدثوا عن هذا الخبر من باب الإخبار وليس باب الإشادة، وإن كان من حقهم أن يخبروا ويشيدوا كذلك، وأن تغطى تغطية كبيرة ، ليستطيع الناس أن يعرفوا ما قام به العلماء والمشايخ من دور بارز”. وأكد المشاري في حديثه الذي خص به “شمس” أن بعض كتاب الأعمدة يتحدثون عن غياب رجال الدين عن الحدود بالرغم من أنهم موجودون، بل تحدثت عن زياراتهم صحف خارجية. وعند سؤاله عن انطباعاته التي خرج بها من أرض الميدان قال: “ما رأيته فاق تصوري، وظننت أنني سأقدم شيئا لهؤلاء ، ولكنني وجدت نفسي أنا المستفيد الأول، ورأيت هؤلاء الجنود سواء كانوا ضباطا أو صف ضباط أو حتى أفرادا، يحظون كلهم بروح معنوية مرتفعة، وحماس شديد للدفاع عن التوحيد الذي يحملوه في صدورهم، وأظن أن هذا سببا أساسيا لكونهم بهذه الروح الجميلة، حتى إن المرابطين في الخطوط الأمامية أو ما يسمى بخط النار، وجدتهم بمعنويات مرتفعة، وإقدامهم واضح”، وأضاف: “وأذكر أنهم كانوا يقولون لي إن النعاس يتغشاهم دون خمول أو رغبة في النوم، فيتذكرون قوله تعالى : (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)”. واختتم حديثه بطلبه من العلماء مواصلة الحضور والجهد لأن ذلك له أثر جيد وكبير على الجنود المرابطين، وقال: “نرى ذلك حيا في محياهم، وطريقة سلامهم بل عندما نتلو آية من القرآن تجدهم يسابقونا في تلاوتها، نسأل الله لهم الثبات والنصر”.