المذيع عندما يظهر على الهواء يجب أن يكون ملما بقواعد ومهنية العمل الإعلامي ومدربا بصورة صحيحة، وأن يكون كفؤا لهذا الظهور، الذي لا ينسحب عليه فحسب، بل يمتد تأثيره على كل العاملين في القناة، دعوني أسرد لكم ما رأيته من خلال مقطع فيديو لمراسلي القناة الرياضية قبيل مباراة الهلال والنصر الأخيرة، في المقطع (المضحك المبكي) يصف المراسل استعدادات الفريقين قبل النزول للملعب بمصطلحات عجيبة، ويطلب بعد ذلك العودة إلى الاستوديو، فلا مجيب ينقذه من الموقف المحرج الذي وضع فيه، فيبدأ بطريقة كوميدية في سرد وتأليف بعض العبارات التي تعود الجمهور سماعها في مواقف غير هذا الموقف، ثم يسكت قليلا، ويعاود (البحلقة) في الكاميرا ينتظر منقذا إما بعودة للاستوديو أو الانتقال إلى زميل آخر، فلا مجيب له، فيشير إلى غرف اللاعبين، بطريقة كوميدية لو طلب من الفنان ناصر القصبي تطبيقها لفشل في ذلك ولطرده المخرج لعدم الإتقان. النموذج الآخر الذي أود أن أخبركم به لم يكن في غرف اللاعبين في استاد الملك فهد الدولي، بل كان من الحد الجنوبي للمذيعة المتوثبة سميرة المدني، التي كانت ترتدي ال(كاب) و(السويتر) العسكري، وتنقل شيئا من الأحداث الحية، وتتحدث لبرنامج (صباح الخير) على القناة الأولى بثقة تحسد عليها، وتنبئ بقدوم مذيعة تمتلك حماس ريما الشامخ (شفاها الله). ما بين المشهدين الأول والثاني مسافة شاسعة بحاجة إلى وقفة جادة من المسؤول. محمد جراح