سجلت أسعار الثوم والزنجبيل ذات المنشأ الصيني قفزات كبيرة في السوق السعودية بلغت نسبها 175 في المئة و 120 في المئة على التوالي، مدفوعة بارتفاع أسعارهما في موطنهما الأصلي إلى مستويات قياسية بعد أن أسهم ظهور مرض إنفلونزا الخنازير بزيادة الطلب عليهما بطريقة جنونية. وكشفت دراسة أمريكية أن الثوم يحتوي على نفس المواد الفعالة بعقار (التامى فلو) الذي طورته شركة “روش” السويسرية كمضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير، في حين أكد مختصون ل “شمس” قدرة الزنجبيل على علاج الإنفلونزا من نوع A والذي تحسب عليه إنفلونزا الخنازير “H1 N1”، موضحين أنه يمثل حاجزا مباشرا أمام أي هجوم فيروسي من خارج الجسم، إضافة لدوره الفعال في تقوية جهاز المناعة في الإنسان. أيضا سجلت أسعار منتجات زراعية أخرى مثل اليانسون ارتفاعات كبيرة غير مسبوقة في السوق المحلية، فيما أكدت مجلة طبية صينية قدرته على تحصين الجسم ضد أمراض البرد ومنها الإنفلونزا، واستخدامه في إنتاج عقار التامي فلو. ووفق جولة ميدانية قامت بها “شمس” أخيرا على عدد من الأسواق الغذائية سجلت أسعار اليانسون في الفترة الأخيرة قفزات متتالية بنسبة تجاوزت 65 في المئة، حيث يتراوح سعر الكيلو حاليا بين 55 و60 ريالا، في حين تجاوز سعر الكيلو من الزنجبيل الطازج 12 ريالا، فيما كان في حدود خمسة إلى ستة ريالات، وقفزت أسعار الثوم إلى 11 ريالا في حين كان يباع بين ثلاثة وأربعة ريالات للكيلو. وأكد أشرف عمارة مسؤول في مركز مواد غذائية ل “شمس” أن أسعار الثوم والزنجبيل سجلت أسعارا غير مسبوقة في السوق المحلية وكذلك في الأسواق الأخرى. وعزا عمارة ذلك إلى زيادة الطلب عليهما في الصين إبان انتشار إنفلونزا الخنازير؛ ما قلل من الكميات المصدرة منهما. وأوضح أن انخفاض الصادرات أحدث فجوة كبيرة في الأسواق التي تعتمد على المنتج الصيني مثل السعودية ودول الخليج. وأفاد الدكتور أحمد حمود اختصاصي أنف وأذن وحنجرة بأن هذه المنتجات تساعد الجسم على الدفء في فترات البرد وتستخدم كوقاية طبيعية من الأمراض المصاحبة لفصل الشتاء مثل الرشح والإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية وغيرها. وأوضح أنه في الآونة الأخيرة ترددت أنباء عن فوائد الزنجبيل واليانسون في تجنب الإصابة بإنفلونزا الخنازير، مبينا أن الزنجبيل مفيد لأمراض البرد بشكل عام ومنها الإنفلونزا الموسمية فيما يعد “H1 N1” أحد أنواع الإنفلونزا وهو بالتالي مفيدة في الحد من الإصابة بهذا المرض. وحول ذلك يؤكد البروفيسور موشي شتارنفيلد، خبير بالطب الصيني أن “الزنجبيل من الأغذية الساخنة التي ينصح باستعمالها كعلاج مانع خاصة لحالات الأمراض الشتوية”. مبينا أنه من الأغذية المفيدة ضد الإنفلونزا، فيما ينصح من أجل الاستفادة الكاملة من خصائصه الصحية باستخدام النوع الطازج منه وليس المجفف أو المطحون. وحول التطعيم ضد إنفلونزا الخنازير أوضح الدكتور حمود أن تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة السعودية تؤكد سلامته من الآثار الجانبية، إلا أنه عاد ليؤكد أن اللقاحات والأمصال بشكل عام يفترض أن تبقى تحت التجارب المخبرية لفترات طويلة للتأكد من سلامتها بنسبة 100 في المئة في حين لا ينطبق ذلك على تطعيم إنفلونزا الخنازير، حيث بدأت الشركات بتصنيعه بعد ظهور المرض مباشرة ومن ثم طرحه للأسواق ولم يمنح الفترة الكافية لاختباره والتأكد من سلامته بشكل تام.