قراءة الأبراج ونحوها كقراءة الفنجان والكف من الأمور المحرمة التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير منها، وهي من أعظم المنكرات التي حرمها الله ورسوله، وهذه الأمور مبنية على الوهم والدجل، وجاءت جملة من الأحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم تحذر من هذا الفعل، وتبين عقوبة من يتعاطاه، من ذلك ما رواه أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد”، وفي سنن النسائي من حديث أبي هريرة: “ومن تعلق بشيء وكل إليه”. وهذا يدل على أن من تعلق بشيء من أقوال الكهان والعرافين وكّل إليهم، وحرم من توفيق الله وإعانته. وفي صحيح الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما”، وهذا في مجرد المجيء، أما إذا صدّقه بما يقول فوعيده أشد من ذلك، فقد روى أهل السنن الأربعة: “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”؛ وذلك لأنه مما أنزل على محمد قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) [النمل:65] وقوله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) [الجن 26،27]، وفي حديث آخر رواه البزار بإسناد صحيح: “ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له”، والتكهن هو: التخرص والتماس الحقائق بأمور لا أساس لها.