أفردت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية أخيرا مساحة للتحدث عن ظاهرة فريدة تميزت بها العاصمة اليابانية طوكيو دون أن تقلدها جهة أخرى، وهي فنادق الكبسولة التي بدأت في الظهور لمواجهة غلاء الفنادق العادية والشقق المفروشة. وفندق الكبسولة عبارة عن غرف متراصة بجانب بعضها البعض. وكل غرفة عبارة عن أنبوب صغير يكفي لشخص واحد بها كل ما يحتاج إليه العزاب أو رجال الأعمال الذين يسافرون كثيرا ويبحثون عن غرفة مريحة ورخيصة ينامون فيها. وتمثل هذه الفنادق ملجأ للعاطلين عن العمل، ولمن فاتهم القطار الأخير نحو منازلهم. وأصبحت الآن خيارا رخيصا لبعض الناس الذين لا مأوى لهم في الوقت الذي تتعرض فيه اليابان لأسوأ كساد منذ الحرب العالمية الثانية. ويبلغ معدل البطالة في اليابان 5.2 في المئة، بينما يبلغ معدل الفقر 15.7 في المئة وهي الأعلى بين الدول الصناعية. ولا تشمل هذه الأرقام (مشرد المدينةَ المخفي) الذي يتمثل في أولئك الذين يعيشون في فنادقِ الكبسولة. وهناك أيضا مجموعة أخرى من السكان الذين ينامون ليلا في مقاهي الإنترنت وحمامات البخار. وساعدت هذه الإحصاءات على تحطيم صورة ظلت محفورة في الأذهان منذ بروز البلاد قوة صناعية في السبعينات، وهي أن اليابان بلاد المجتمعات اللا طبقية.