أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة تقصي الحقائق، أنه تم إيقاف عدد من المسؤولين، في الحكومة ومن خارجها، على خلفية كارثة سيول جدة، جاء ذلك خلال جولة تفقدية لبحيرة المسك. وقال الفيصل في ختام جولته التي شملت الأحياء المتضررة من كارثة السيول: “إن اللجنة تحفظت على عدد من المسؤولين للتحقيق معهم، ولا يوجد هناك عدد محدد منهم” مشيرا إلى أن من يحقق معهم تتفاوت أعدادهم وتزيد في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تنقص، ومنهم من يطلق سراحه، ومنهم من يتم استدعاؤهم حسب ما تقتضيه مصلحة التحقيقات. الحل الجذري وفيما يخص سير العمل في اللجنة، أكد الفيصل أن اللجنة تعمل على جمع المعلومات والاستفسارات حول بعض المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص، لمناقشتهم في بعض المشاكل التي حدثت، وأضاف: “مضى على أعمال اللجنة ما يقارب أربعة أسابيع، ونجمع الحقائق ونتقصاها لرفعها لولي الأمر، حسب ما نصل إليه، وسيتم إصدار توجيهات بما نراه مناسبا”. وعن الجهات الحكومية التي أوقفت اللجنة مسؤولين فيها، رفض الفيصل الإفصاح عن تلك الجهات، قائلا: “هناك قطاعات حكومية أوقف فيها أشخاص على ذمة التحقيق، وقطاعات حكومية أخرى سيوقف فيها آخرون، ولا أستطيع أن أحدد هذه الجهة أو تلك، كل من يلزم التحقيق استدعاؤه والاستفسار منه ومساءلته فلا بد من حضوره، وجميع ما ورد في القرار الملكي من عناصر لأسباب حدوث هذه المأساة والفاجعة التي تعرضت لها جدة، ستغطيها اللجنة”. وحول دور الأجهزة الحكومية في مباشرة ما بعد الحادثة، قال: “تعاملت جميع القطاعات الحكومية بشكل لا بأس به قبل الأمر الملكي، وبعده أصبحت جيدة جدا”، وأضاف: “كل ما نراه اليوم لإعادة تأهيل الأحياء المنكوبة لا يعدو كونه مسكنات، وهي حلول عاجلة لتفادي السيول في الأيام والأسابيع والشهور القريبة، لكن الحل الجذري للمشاكل لم يبدأ حتى الآن، نحن ما نزال نجمع الدراسات التي عُملت لجدة وللسيول ولم يُنفذ منها شيء”. إعادة تقييم وأكد الفيصل أن العمل قائم لإيجاد حلول لمشكلات السيول في جدة، وقال: “هناك دراسات لوضع الحلول، وسنجمعها ونخرج بحل جذري لمشكلة السيول والمنطقة التي تقع شرق طريق الحرمين”، لافتا إلى أن هذه المنطقة كلها “لم تخضع للدراسة والمخططات المعتمدة، فمعظمها عشوائية، وتعديات على الأراضي، استُخرجت لها صكوك، وهذه كلها تحتاج إلى إعادة تقييم ودراسة ووضع مخطط لها، ومن ثم العمل على تنفيذ هذا المخطط بكل جدية”، وأوضح أن الحل الجذري في “عمل دراسة كاملة وشاملة لشرق جدة، مرتبطة بالمخطط الرئيسي للمحافظة، وتشمل تصريف السيول ومياه الأمطار، وبالنسبة إلى مشروع الصرف الصحي الذي يتم حاليا يجب الإسراع في الإنجاز والإتقان كذلك والمتابعة والإشراف الدقيق على الشركات المنفذة”. وأضاف: “فيما يخص مجاري السيول والأودية، إلى الآن لم نصل إلى دراسة كاملة عنها، ونحن لا نقدم دراسة ولكن نقدم ما توصلت إليه لجنة تقصى الحقائق، أما دراسة المنطقة فهي تأتي في مرحلة ما بعد ذلك عندما ترفع للملك، وهو يتخذ بعد ذلك القرارات المناسبة، فجميع هذه المواضيع هي محل اهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، والأمير سلطان ولي عهده الأمين، والأمير نايف النائب الثاني، وما هو موجود والتصور للمستقبل والمشاريع المستقبلية سترفع للقيادة، وتصدر التوجيهات بعد ذلك”. بذل كل الجهود وعن الرقابة على المشروعات، قال: إنها ستكون أشد والمتابعة أفضل، وتابع: “كل المشروعات تدرس حاليا، وتدرس العوائق، وسيتم إزالة أي عائق، فجميع المشروعات والتصورات المستقبلية سيتم رفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين، حتى تصدر التوجيهات بعد ذلك”. وعن أوضاع جدة ومدى السيطرة عليها، قال الفيصل: “إن الأوضاع في المدينة تحت السيطرة، ونحاول أن تكون كل المشكلات تحت السيطرة، وأضاف: “لا نستطيع أن نؤكد الآن أنه لو جاء سيل كبير في جدة ماذا يحدث، ولكن نستطيع تأكيد أن كل الجهود بُذلت قدر الإمكانيات الموجودة”. وأوضح أن هناك دراسة ستقدم لولي الأمر عن حاجة هذه المنطقة في جدة من المشروعات، لتلافي هذه الأخطاء في المستقبل، مؤكدا أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين ليس له حدود، مشيرا إلى مقدمة الأمر الملكي القاضي بإنشاء لجنة تقصي الحقائق، والتي تكفي لتكون دلالة واضحة على اهتمام رأس الدولة باحتياجات المواطن، وتلافي هذه الأخطاء، وعمل جميع ما يلزم لتلافي وقوعها مرة أخرى، وهذا ما سيحدث إن شاء الله. ملفات المسؤولين وأكد الفيصل أن من مهمات وصلاحيات الإمارة، المتابعة والتقصي عن سير المشروعات، وهذا ما يتم القيام به، وأشار إلى أنهم في الإمارة أعدوا تقارير كبيرة وملفات كثيرة عن بعض المسؤولين في الأجهزة الحكومية، وهذه كانت من الوسائل الجيدة التي ساعدت لجنة تقصي الحقائق في اتخاذ قرارات سريعة. وفيما يتعلق بالتعويضات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لذوي المتوفين قال: “نحن الآن في تواصل واتصال مع وزارة المالية لصرفها في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى الإعانات والإغاثة السريعة، وسيتم صرفها قريبا”. ووجه أمير منطقة مكة بتشكيل عدد من الجهات الحكومية للإشراف على تنظيم حفل تكريمي لكل الجهات الحكومية والخاصة والمتطوعين التي أسهمت في مساعدة المتضررين في سيول جدة، مؤكدا أن كل شخص قدم شيئا في هذا الحدث يجب تكريمه.