قدَّمت الفنانة أميرة محمد في (ليلة أرادوس) الليلة الثالثة قبل الأخيرة من ليالي مهرجان أهل القصيد الخامس، مساء الجمعة الماضي، لمتذوقي الشعر أربع نكهات شعرية مختلفة، أوصلت جمهور الليلة إلى الدرجة المأمولة من الرضا عما قدمه فرسان الأمسية: دعيج آل ابن علي، فيصل العدواني، فيصل بن طوالة، محمد جارالله السهلي. وفي مستهل الأمسية أطلّت الإعلامية معصومة عبدالكريم لترحب بالجمهور من خلال كلماتها العذبة، تقدم بعدها ضيف شرف الأمسية الشاعر إبراهيم الأنصاري وارتجل كلمة شكر، أشاد من خلالها بكل المجهودات التي تقدم عن طريق أسرة مهرجان أهل القصيد، وألقى قصيدتين وطنيتين بنكهتين مختلفتين (ملك - ربينا صغار). افتتح الشاعر دعيج آل ابن علي الأمسية مقدما النفس البدوي الشعري بنكهة المفردة البحرينية؛ حيث قدَّم من خلال نصوصه: أهل النداء، قناة الواحة وحضري وبدوي، خلطة تفرد بها واستطاع الوصول إلى قلوب جماهير الليلة بأقصر الطرق، وكان التناغم الذي جمعه مع الفارس الآخر لليلة الشاعر فيصل العدواني واضحا؛ فهو بدوره قدّم نفسا جديدا لقصيدته عن طريق النصوص التي أتى بها مثل: حبة الكوع، رجال البحرين ومدور الطلايب، وذلك بإلقاء هادئ ومتفاعل مع الجمهور، وقدم حرفية عالية جدا في تقديم هذه المعادلة التي لا يقدمها غيره. ولم تكن تلك الليلة أمسية شعرية فقط؛ بل تعدت هذا الوصف بكثير؛ حيث كان بها شعر من العيار الثقيل؛ فكل قصيدة جاء بها الشاعران فيصل بن طوالة ومحمد جارالله السهلي تصلح كبداية أو ختام، ولم يكن هناك تنافس بين الاثنين؛ بل كان الجو السائد هو احترام اللغة الشعرية لكل طرف منهما، حتى إن الجمهور طلب تمديد فترتهما لأكثر من مرة بعد أن وصلت مرتين للختام، وقد بدأ ابن طوالة بنص (دعوة كويتية)، فيما بدأ السهلي بنص (البدون)؛ ليشدو بمجموعة من القصائد الجديدة والحصرية للمهرجان، والقديمة المطلوبة من الجمهور. وفي ختام الأمسية تقدمت معصومة عبدالكريم للمنصة لتقدم رئيس المهرجان الشاعر بندر السعيد بمرافقة الشاعر القدير إبراهيم الأنصاري؛ ليتم تكريم فرسان الليلة والشاعر إبراهيم الأنصاري والشاعر الإعلامي راضي الهاجري من قطر.