حذَّر تقرير صادر من جامعة الدول العربية من التحديات التي يواجهها العالم العربي في مجالات التنمية، وأهمها ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتزايد مشكلات ندرة المياه، وضعف الإنتاجية في القطاع الزراعي، في ظل التغيرات السلبية المتوقعة من جراء تداعيات ظاهرة التغير المناخي التي ستؤدي إلى تغير في الخريطة الزراعية والهجرة وجغرافية بعض الدول الساحلية، وطالب بضرورة وجود نظرة مستقبلية في هذا المجال. وأبرز التقرير، الذي صدر بعنوان (تحديات التنمية في الدول العربية: نهج التنمية البشرية)، ستة تحديات رئيسة ومتشابكة تواجهها دول المنطقة، وتشمل إصلاح المؤسسات وتوفير فرص العمل، وتعزيز وتمويل عمليات النمو لصالح الفقراء، وإصلاح نظم التعليم، وتنويع مصادر النمو الاقتصادي، وزيادة الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في ظل القيود البيئية القائمة. ويشدد على أن التعامل مع هذه التحديات يحتاج إلى نموذج شامل يعتمد نهج التنمية البشرية، القائم على أساس الحريات كأساس لتحقيق التنمية، وإلا فإن الدول العربية الأقل نموا مهددة بجيل من المعاقين عقليا وبدنيا؛ نتيجة عدم حصول سكان فيها على تغذية كاملة، مطالبا الدول العربية الغنية بتقديم مساعدات مالية للدول العربية الفقيرة. وقال التقرير: إنه ما لم يتوافر نموذج جديد للتنمية في العالم العربي يلبي هدف توفير الحياة الكريمة في الدول العربية الأقل نموا؛ فإن «هذه الدول يمكن أن تواجه جيلا من الأشخاص المعاقين عقليا وبدنيا نتيجة عدم حصولهم لفترات طويلة على تغذية كافية». وطالب التقرير دول الخليج العربية بتقديم مساعدات لمثل هذه الدول، ومنها اليمن والسودان والصومال. وأضاف: «تستمر معاناة الدول العربية بشكل كبير من الجوع، على الرغم من أنها حققت انخفاضا كبيرا في سوء التغذية منذ السبعينيات من القرن الماضي. وفي هذه الدول بلغ عدد الأشخاص المحرومين من الغذاء 38 في المئة من إجمالي عدد السكان في الدول العربية عام 2004، بزيادة قدرها 15 في المئة تقريبا عن 1995 ». ويوضح التقرير أيضا، أن نسبة الفقر العام لا تزال مرتفعة وتصل إلى 40 في المئة في المتوسط؛ ما يعني أن ما يناهز 140 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر الأعلى. وأشار إلى أن وثائق منظمة العمل العربية عن 2005 أكدت، أن معدلات البطالة تتراوح بين ارتفاع يبلغ 46 في المئة في الجزائر، وانخفاض نسبته 6.3 في المئة في الإمارات». وأضاف: «باستثناء الإمارات تعاني الدول العربية ذات الدخل المرتفع هي الأخرى الآن، معدلات بطالة ثنائية الرقم بين الشباب، فبلغت في البحرين 27 في المئة، وفي السعودية 26 في المئة، وفي قطر 17 في المئة وفي الكويت 23 في المئة»، وتابع:«لا يثير الدهشة أن معدل البطالة بين الشباب في الدول العربية هو الأعلى في العالم».