أكد الدكتور عبدالله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية أن الإعلام السعودي مقبل على خطوات ستجعله في مصاف الدول المتقدمة في مجالات الإعلام خلال السنوات الخمس المقبلة. جاء ذلك في الحفل الذي أقامته مؤسسة صدف للإنتاج والتوزيع بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسها والذي حضره نخبة من نجوم الفن والدراما السعودية. وفي بداية كلمته تحدث الجاسر عن تاريخ الإعلام السعودي، وأهمية تكاتف المهمات بين الإعلام بقطاعيه الحكومي والخاص، حيث تحدث قائلا: “الحقيقة أنني تذكرت الستينيات وأمس الإعلام التلفزيوني واليوم اختلف الوضع، فقد أصبح لدينا ست شبكات فضائية سعودية، وسيطلق التلفزيون السعودي مع غرة شهر محرم أربع قنوات ستبدأ بثها قناة القرآن الكريم من المسجد الحرام وقناة السيرة النبوية من المسجد النبوي وقناة اقتصادية وثقافية، هذا هو الإعلام السعودي عليه مسؤولياته والتزاماته ونعتز كثيرا بدخول رجال الأعمال والاستثمار لمجالات الإعلام، لأنها في نهاية المطاف تمثل الإعلام السعودي”. وعبر الجاسر عن أمنيته بمساهمة فاعلة من رجال الإعلام المتهمين بالجانب الإعلامي في دفع عجلة التقدم الإعلامي وقال: “هناك أمنية لعلكم تشاركوني فيها: أولا في المنطقة العربية ثلاث ناقلات فضائية وهي عربسات ونايل سات والناقل الفضائي نورسات، أتمنى من رجال الأعمال المهتمين بالإعلام إطلاق شبكة فضائية سعودية وأن نسمع قريبا عن الشركة السعودية للأقمار الصناعية وستكون مكملة للشبكات الثلاث الموجودة”. كما تمنى الجاسر وجود أكاديميات تخدم العمل الإعلامي، وتؤهل الإعلامي السعودي وأضاف: “الفضاء العربي يعج بأكثر من 500 قناة فضائية، وكنا قبل أسبوعين في الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي، واتفقنا على أن الجامعات العربية بكل أقسامها لم تنمِ الإعلام الخارجي، لذلك لا بد أن نطوع بعض برامجها وموادها وبرامجها لطلاب الهندسة العملية”، واستطرد: “اختلفنا على التطبيق، فلا بد من أكاديميات أخلاقية في الوطن العربي لصقل وتنمية المهارات الإعلامية”. مشيرا إلى أنهم اتفقوا على وجود قصور في التشريعات الإعلامية، واختلفوا على طريقة المعالجة، وهل تعالج بطريقة محلية أو بالطرق العربية، أم أنه لا بد من تشريعات إعلامية عربية تحدثنا عن مؤسسات المجتمع المدني ذات الشأن الإعلامي. كما أكد الجاسر أهمية بقاء القنوات التي يملكها سعوديون في بثها، وعدم إغلاقها، وقال: “لدينا أكثر من 500 محطة فضائية، 50 في المئة من تلك القنوات قطعا لمستثمرين سعوديين بعضهم له اهتمامات إعلامية، وبعضهم الآخر جاء من أبواب مختلفة يملكها أفراد قد تكون تعاني ضعفا بشريا وماديا، وأخشى عليها من التوقف، لذلك أتمنى ألا يحدث ذلك”. وفيما يخص مؤسسات الإنتاج ذكر الجاسر أنه يتمنى من رجال الأعمال المهتمين بالإعلام تأسيس مدينة إعلامية في السعودية أو اثنتين أو ثلاث تحتضن شركة للأقمار الصناعية، ومؤسسات ثقافية وإنتاجية كبيرة. وفي نهاية حديثه أوضح الجاسر أن الإعلام السعودي مقبل على نقلة نوعية بعد أن تبوأ مكانته الحقيقية في الآونة الأخيرة، وأنه خلال خمس سنوات سيكون له واقعه ولمساته على خريطة الإعلام العربي، مضيفا أن الوزارة على استعداد أن تكون في المقدمة وفي أي مناسبة يكرم فيه أي ممثل أو معد أو كاتب سعودي. من جانبه أكد الفنان حسن عسيري أهمية الدور الاجتماعي والتعليمي في دعم العمل الإعلامي والإنتاجي، حيث تحدث قائلا: “أطلب من القائمين على خطط وسياسات التعليم دعم صناعة العمل الإنتاجي التلفزيوني بكل فئاته، وذلك بأن تصبح دراسة الفنون جزءا من التعليم الجامعي، ويصرح للقطاع الخاص بفتح معاهد للتمثيل والإخراج والكتابة”. وأعلن العسيري عن خطوة قريبة ستقوم بها (صدف) للمواهب من خلال استقطاب الشباب وتأهيلهم وتدريبهم وتقديمهم للعمل التلفزيوني والفني”. وأضاف أن نسبة 32 في المئة من تكلفة الإنتاج الدرامي السعودي تذهب لكل العاملين في الطواقم الفنية المقبلة من خارج السعودية، وهذا ناتج من عدم وجود أكاديميين سعوديين ومؤهلين. وعن شعبية الممثل السعودي قال عسيري: “لقد أسهم الفنانان محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله، وغيرهم في نقل ثقافتنا للشعوب المجاورة، وسهل علينا المهمة في فهم القاموس المحلي الذي نقل المفردة السعودية التي ساعدتنا، وجعلت المشاهد يتابع الدراما السعودية لذلك فنحن بحاجة ماسة إلى أكاديميات تخدم العمل الفني والإنتاجي السعودي”. وأضاف: “عندما نسافر للخارج من أجل العمل والتصوير نجد شعبية كبيرة لنجوم الدراما السعودية وإن كان الجميع ينادينا ب(طاش ما طاش)، ولكن هذا يعكس مدى ما قدمه النجمان عبدالله السدحان وناصر القصبي خلال مشوراهما الطويل، وعن شعبية الدراما السعودية فقد عبر لي مشاهد تونسي عن مدى حبة للعمل الدرامي السعودي”.