تشهد الرحلات البرية في مثل هذا التوقيت من كل عام في السعودية إقبالا ملحوظا من قبل السعوديين وبعض المقيمين نتيجة بدء ولادة فصل الشتاء هذه الأيام وتساقط الأمطار في عدد من المناطق والمتنزهات البرية المعروفة أوساط السعوديين. ولتحقيق أكبر قدر من الاستمتاع بالرحلات البرية لا بد من الخبرة والمعرفة بكيفية التخييم والإقامة خارج المناطق الحضرية، فهناك شروط للسلامة ينبغي مراعاتها حتى لا تتحول الرحلة إلى كارثة بسبب الجهل بأبسط قواعد السلامة بعيدا عن النطاق العمراني. تجربة برية يقول خالد الحزيمي إن برودة الأجواء أسهمت في جلب الشباب هذه الأيام للاستعداد لمغادرة المدن الكبيرة والتوجه إلى المناطق البرية الشاسعة ومترامية الأطراف في السعودية، مضيفا أن المنطقة الوسطى “نجد” والمنطقة الشمالية هي أكثر المناطق التي تجلب اهتمام المتنزهين نتيجة كثرة الأمطار وبرودة الأجواء التي تضيف كثيرا من المتعة للمتنزهين، بالإضافة إلى اعتياد الغالبية على ارتيادها كل عام، وأشار إلى أن خيار البقاء في المدن وصخبها مرتبط بعدة عوامل في مثل هذا التوقيت في مقدمتها الارتباطات العملية. ويوضح نايف نواف، أحد هواة التنزه البري، أن إجازة عيد الأضحى هذا العام تركت المجال مفتوحا أمام الموظفين والطلاب في ظل حصر أماكن التنزه في المدن على العوائل؛ ما دفع الشباب إلى أماكن برية مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار في مثل هذا التوقيت. ويضيف أنه في بداية الأمر قبل أربعة أعوام كان مترددا في الخروج مع زملائه إلا أنه عقب التجربة السابقة التي أقدم عليها أصبح من هواة التنزه البري، ويقوم باستعداداته مبكرا لتجهيز متطلبات الرحلة في ظل توقعهم بانخفاض درجات الحرارة إلى درجات تصل إلى أقل من خمس درجات مئوية، مشيرا إلى أن غالبية المتنزهين يذهبون في مجموعات يصل عدد أفرادها إلى أكثر من 15 شخصا من مختلف مناطق السعودية يتم التأكيد والتنسيق مسبقا قبل انطلاق الرحلة التي في الغالب تكون للمناطق الشمالية والشرقية الشمالية نتيجة نبت الأرض وهو أمر إيجابي بالنسبة للمتنزهين. لوازم وأماكن ويقول عبدالرحمن عجيب، أحد هواة الرحلات البرية: “أعمل مع أصدقائي على اقتناص الإجازات الرسمية للتنزه في البر والتخييم لأطول فترة ممكنة للهروب من الضغوطات العملية والالتزامات الاجتماعية التي تكون متأججة في المدينة وإغلاق الهواتف النقالة للحصول على الصفاء الذهني خلال هذه الفترة”، مضيفا أنهم يقضون غالبية وقتهم في التنزه والانتقال من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى الحديث في الأمور التاريخية بوجود شعراء يرسمون أفقا أوسع في ليالينا”، مضيفا أنهم يعملون على شراء لوازم الرحلة من فرش النوم المصنوعة من القماش والحطب وأواني الطبخ التي تنقسم إلى قسمين: عزبة لتحضير القهوة والشاي، وأخرى للطبخ، وأشار إلى أن أكلاتهم تتمحور في إعداد الكبسة وخبز الجمر، وأشار إلى أن غالبية السيارات التي يتنقلون عليها تكون من ذوات الدفع الرباعي. وأوضح عجيب أن المتحكم الرئيسي في اختيار الموقع هي مدة الإجازة التي يستطيع جميع أفراد التنزه والتخييم قضاءها، وقال: “إذا كانت كافية يكون في الغالب التوجه إلى مناطق بعيدة، بينما إذا كانت قصيرة فيكون الغالب التوجه إلى المناطق التي لا تبعد عن المدينة 300 كيلو متر، وتكون في الغالب في المناطق الموجود بها محميات مثل روضة خريم وروضة التنهات وروضة نورة في وسط السعودية. مليار سنوي للرحلات يقول عبدالله العثيم صاحب محال البرية لتجهيز الرحلات أن الأعوام الماضية شهدت ارتفاعا ملحوظا من قبل المقبلين على هذه الرحلات في جلب احتياجاتهم من المحال المتخصصة، مضيفا أن غالبية أعمار رواد محله تبلغ أعمارهم 22 عاما وحتى 60 عاما، وأشار إلى أن متطلباتهم في وقت سابق تكمن في جلب عزبة تحوي أدوات الطبخ والقهوة قبل أن تعلن الشركات المصنعة عمليات فصل بينهما لتصبح كل منهما مستقلة، وتتراوح أسعار عزبة القهوة من 130 إلى 260 ريالا، بينما تبلغ أسعار عزبة الطبخ من 250 إلى 450 ريالا، وذلك بحسب حجمها. وأوضح عبدالله العثيم أن إجمالي ما يصرفه المتنزهون في الرحلات البرية في السعودية يبلغ مليار ريال سنويا. مضيفا أنهم في مجموعة المحال يقدمون خدمات مجانية لزبائنهم بتحديد إحداثيات مواقع برية جيدة للتنزه، وقال: “نتواصل مع آخرين لمعرفة آخر الأمطار والمناطق الجميلة في مثل هذه الأيام ونزود زبائننا بها مجانا”.