تستضيف دولة الكويت، اليوم وغدا، الدورة ال30 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسط تحديات إقليمية وداخلية في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، أبرزها القضية الفلسطينية والوضع في العراق والعلاقات مع إيران وأزمة برنامجها النووي، إضافة إلى الجوانب الأمنية والعسكرية، وفي مقدمتها الاتحاد النقدي الخليجي والعملة الموحدة والسوق المشتركة والاتحاد الجمركي والسكك الحديدية وتفعيل التحاق الشقيقتين الإمارات وعمان بالاتحاد النقدي. وأكد عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أهمية القمة الخليجية ال30، واصفا تلك القمة بالاستثنائية في تاريخ القمم الخليجية، وقال: “إن القمة ستبحث مجالات التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات الطاقة والتجارة والصناعة والاتصالات والنقل والمواصلات والكهرباء والماء والزراعة والمياه والتخطيط والإحصاء والتنمية وبراءات الاختراع”، موضحا أنه من المقرر أن تشهد قمة الكويت احتفالية تدشين الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي. وأشار وزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي إلى أن قمة مجلس التعاون الخليجي ستتوج بتأسيس كيان الاتحاد النقدي الخليجي؛ تحقيقا للجهود التي بذلها أصحاب قادة دول المجلس خلال مسيرته الممتدة نحو 30 عاما. وقال الشمالي، وهو نائب رئيس اللجنة الخاصة بالإعداد للدورة ال30 لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عشية عقد القمة: “إن إنشاء كيان الاتحاد النقدي الخليجي سيكون خطوة متميزة في مسيرة مجلس التعاون الطويلة، نظرا إلى أن هذا الاتحاد سيؤسس لإنشاء البنك المركزي الخليجي”. وأكد، أن دولة الكويت ستعمل خلال ترؤسها للدورة الحالية للقمة الخليجية على تفعيل التحاق الشقيقتين الإمارات وعمان بالاتحاد النقدي الخليجي، وستكون داعمة لهذا التوجه. وحول موضوع العملة الخليجية الموحدة، قال الشمالي: إن “هذا الموضوع يحتاج إلى وقت قد لا نستطيع تحديده بسنوات، لكنا نحتاج إلى معطيات محددة نستطيع العمل بها خلال المرحلة الأولى؛ لكي نصل إلى العملة الخليجية الموحدة”. ويهدف التنسيق بين دول مجلس التعاون في مجال السياسة الخارجية إلى صياغة مواقف مشتركة تجاه القضايا السياسية المختلفة، والتعامل مع العالم كتجمع؛ انطلاقا من الأسس والثوابت التي ترتكز عليها السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون، وفي هذا السياق، وجّه الأمير سعود الفيصل الرئيس الحالي للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وعمرو موسى الأمين العام للجامعة، خطابا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تضمن توضيحا للموقف العربي من تطورات النزاع العربي الإسرائيلي، وتأكيدا على استعداد العرب لإقامة سلام دائم وعادل وشامل طبقا لمبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية ومتطلباتها. وفي إطار دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية، وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رسالة إلى الرئيس محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية؛ بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم، خاصة أنها جاءت في توقيت مهم تمر به القضية الفلسطينية، وانسجاما مع مواقف دول المجلس المساندة والداعمة للحق الفلسطيني، فضلا عن النداءات المتكررة قادة دول المجلس، وتأكيداتهم على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الحصن والدرع الواقي لقضيتهم العادلة.