أوصى الدكتور أسامة بن عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والبعد عن نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، داعيا إلى الصبر والاحتساب عند نزول المصائب والكوارث، مثل ما حدث في فاجعة جدة. وأثنى على الوقفة العظيمة لخادم الحرمين الشريفين في التصدي لها وبحث أسبابها ومحاسبة المقصرين فيها. وقال في خطبة الجمعة أمس: “إن كل ابتلاء يبتلى به العبد في دنياه هو محك لإيمان المؤمنين ومفخرة لصبر المحتسبين ووبال على الساخطين” مضيفا أنه “على قدر إيمان العبد يكون البلاء، فيتنوع البلاء وتتشكل المحن، فمن الناس من يبتلى بفقد الأحبة الذين يكونون له بعد الله عزة وعونا على الشدة، كما حدث أخيرا لأهل مدينة جدة، جبر الله مصابهم وأعظم أجرهم وأحسن عزاءهم وأخلف عليهم خيرا، وجزى الله ولي أمرنا خير الجزاء على موقفه الكريم ومعالجته الموفقة والمسددة لهذه النازلة الفاجعة والكارثة الأليمة”. وفي المدينةالمنورة قال صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي: “إن الدنيا دار غربة ومنزل رحلة وموطن بلاء وتغير وتقلب، ومصائب مضنية وخطوب متلفة وكوارث مفجعة وحوادث موجعة ونكبات مروعة، و ليس للمؤمن إن أصابته مصيبات الدنيا وفواجعها إلا أن يتجلل بالصبر ويتذكر الرضا، فالحرقة لا تداوى إلا باللجوء إلى الله تعالى، وألم الفجيعة لا يزول إلا باحتسابها”. ودعا من ناله وجع أو لازمه ألم أو مرض أو نزلت به نازلة إلى ألا يذهب أجره في ذلك بكثرة الشكوى وبث الجزع والأسى، فليس في ذلك سلوى ولا عزاء، وإنما السلوى والعزاء أن يوقن بأن الألم والمرض والمصائب حطة تحط الخطايا والسيئات، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: “دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي وقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال: أجل، إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم، قلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها”.