تعد مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية من المؤسسات العالمية الرائدة في مجال العمل الإنساني، ولا تقتصر أعمالها على تقديم خدماتها الإنسانية في التأهيل والرعاية الصحية للمرضى والمسنين والمعاقين، إذ إنها تهدف إلى تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين، وإيجاد دور للنقاهة والتأهيل والتمريض لتقديم خدمات طبية متخصصة ومتطورة، وتسهم بشكل فعّال في توعية المعاقين والمسنين للاستخدام الأمثل لوسائل الرعاية المنزلية والاجتماعية، وكذلك التوعية بمظاهر الشيخوخة المبكرة، والعجز البدني والعقلي، والعمل على التقليل منها بالوسائل المتاحة. وقد أنشئت المؤسسة بموجب الأمر السامي الكريم رقم أ / 77 وتاريخ 20 شعبان 1415ه الموافق 21 يناير 1995م، وهي مؤسسة خيرية ذات شخصية اعتبارية، أسسها الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتضمنت استراتيجيتها في برنامجها للإسكان حتى الآن إنشاء 1551 وحدة سكنية في مختلف مناطق السعودية، بتكلفة قدرت بأكثر من 400 مليون ريال، أنجزت منها 671 وحدة في كل من: عسير، وتبوك، ونجران، وحائل، ومكة المكرمة، والغاط، وتم تسليمها للمستحقين مؤثثة ومزودة بكل المرافق اللازمة، في إطار بنية عمرانية وحضارية، ترتقي بالمستوى المعيشي لساكنيها. ومن المشاريع الكبرى للمؤسسة مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية التي تعتبر أكبر مدينة تأهيلية من نوعها في العالم؛ لأنها تضم خدمات لا توجد في مكان واحد في العالم أجمع. إذ إنها تحوي مركزا متكاملا للفحوص الطبية والمخبرية والإشعاعية، إضافة إلى عشر غرف عمليات صغرى، ومركز للتأهيل الطبي، ومركز للتأهيل الطبي للمسنين، ومركز لتنمية الطفل يستوعب 150 طفلا في آن واحد، من سن الولادة إلى سن السادسة. ومن إنجازات سموه الكبرى كذلك برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية الذي يقدم خدمات الاتصالات الطبية والتعليمة ونشر التعليم الصحي من خلال استعمال وتطبيق تقنيات متطورة لنقل البيانات الطبية وخدمات التعليم عن بُعد. ومن الإنجازات المهمّة للبرنامج نقل عملية جراحية لفصل توأم ماليزي، عبر الإنترنت حيًّا على الهواء إلى الأوساط الأكاديمية والعلمية كافة في العالم. وهناك مشاريع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية للإسكان، التي تم من خلالها تنفيذ مشاريع إسكان خيري في المنطقة الجنوبية وتبوك وحائل، ويتكون كل مشروع من 100 فيلا مستقلة مزودة بالخدمات اللازمة ومؤثثة تأثيثا كاملا. ولسموه باع طويل في دعم الدراسات الإسلامية في الغرب، ومن ذلك مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة بولونيا بإيطاليا، الذي يعنى بدراسة العلوم الإسلامية، خاصة الشريعة الإسلامية والتاريخ والفلسفة واللغة العربية واللغات الشرقية. ومن ذلك أيضا، برنامج سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية بجامعة بيركلي بكاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية الذي يضطلع بتعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية. خدمات إنسانية وعلمية وقد أكد الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، أن المؤسسة تخطو خطوات طموحة متوازنة ومتوازية في إطار رسالتها (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم)، وقال: «إن كل من ينتمي إلى مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية يسعى لمواكبة تطلعات وتوجيهات رئيسها الأعلى الأمير سلطان بن عبدالعزيز». وذكر، أنه خلال العام المالي الماضي 20082009م شهد أداء المؤسسة ثباتا ونوعية شملت برامجها كافة، التي منها المساهمة الفاعلة في بناء الإنسان، عبر الاهتمام بدعم البحث العلمي والتعليم المتخصص والمنح البحثية، وتطوير منظومة الرعاية الصحية في السعودية، وكذلك تبني قضية الإعاقة والتصدي لأسبابها وتحجيم آثارها وتوفير رعاية متكاملة للمعاقين، وإحداث نقلة في التنمية المجتمعية من خلال برنامج الإسكان الخيري، وتطوير مؤسسات العمل الخيري، ودعم الأبحاث والمؤتمرات والإصدارات العلمية، ودعم المشاريع الإنسانية في الكثير من الدول العربية والإسلامية. بناء الإنسان في إطار رؤية سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة لأهمية التعليم في بناء الإنسان، واصلت المؤسسة برنامجها للمنح البحثية الذي تعددت محاورها لتشمل عددا من الجامعات العربية والأجنبية، وكان البرنامج انطلق قبل نحو 15 عاما بالتعاون مع جامعة الخليج العربي وبلغ عدد المستفيدين من هذه الاتفاقية حتى نهاية العام الماضي 52 طالبا وطالبة في مجال التربية الخاصة والرعاية والتأهيل للمعاقين. كما تواصل البرنامج بالتعاون مع كلية دار الحكمة، الذي انطلق عام 2000م ومدته 15 عاما بمعدل 22 منحة سنوية مخصصة للطالبات السعوديات في تخصصات مختلفة. وبالتعاون مع جامعة الأمير سلطان الأهلية تواصلت للعام الثالث اتفاقية المنح الدراسية الأكاديمية وتشمل تقديم عشر منح كل عام لمدة عشر سنوات في مجالات الحاسب الآلي والعلوم المالية. وللعام الثالث أيضا، تواصلت اتفاقية التعاون مع كلية إدارة الأعمال التي تشمل تقديم 160 منحة دراسية توزع بين الجنسين وتعطي الأولوية لمن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد نفذت المؤسسة الكثير من المشاريع الصحية والعلاجية داخل السعودية وخارجها بأكثر من 80 مليون ريال.