محروم من طفولته

خلك عاقل.. لا تتحرك.. خلك مؤدب.. لا تتكلم!! أسمع هذه الاسطوانة يوميا، من أبوي وأمي وإخواني الكبار وحتى شغالتنا والسواق صدعوا رأسي بها.. طيب أنا مستعد أسمع الكلام وأعقل وأتأدب ولا أتحرك، بس قولوا لي متى ألعب؟ متى أركض؟ متى أتمتع بطفولتي؟ لما أكبر بصير مثلكم الهموم راكبتني ولا عندي وقت أستمتع.. لما أكبر يصير اللعب آخر همي، والدنيا بكبرها تصير ضيقة ولا يمديني أخذ حريتي.. تراكم سجنتوني وأنا توني صغير ماعرفت طعم الحرية ولا طعم الضحكة بدون سوء نية.. قلبي أبيض توه ماعرف الخداع ولا الكذب ولا الزيف.. اللي بقلبي على لساني.. ما أعرف أجامل ولا أواهن ولا أتلون.. خلوني أعيش طفولتي بطولها وعرضها ألعب وأركض وأضحك قبل ما أكبر.. وأصير واحد من اثنين إما إنسان مقهور مايقدر يرفع عينه.. أو إنسان جبار ماحد يملأ عينه.