حلقت طائرة (كازا)، مساء أمس، بالإعلاميين السعوديين ومجموعة من ضباط وأفراد القوات المسلحة على ارتفاع 18 ألف قدم؛ لتنطلق بهم من مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجازان لتحط في قاعدة الملك خالد الجوية بالقطاع الجنوبي، في رحلة للوقوف على الإمكانات والأدوار التي تقوم بها المقاتلات السعوديات في رد العدوان الغاشم على الوطن. وعلى أرض القاعدة الجوية كانت هناك أسراب من الطائرات المقاتلة التي تمت الاستعانة بها؛ لمواجهة المتسللين وكشف مخططاتهم وأهدافهم منذ أول يوم للتسلل، ولعبت دورا مهما في شن غارات جوية على أهداف عسكرية كبَّدت المعتدين خسائر فادحة. وأمام مرأى من الجميع انطلقت، أمس، المقاتلات إلى الجبهة، حيث أبدى الجنود الشجعان حماسة كبيرة من أجل النيل من المعتدي وصده؛ تحقيقا لتوجيهات القيادة الرشيدة، وتجولت “شمس” بدورها في القاعدة الجوية ورصدت التأهب والعمل المنظم بين منسوبيها، فضلا عن ذلك كان منظر الطائرات يشعر الجميع بالفخر؛ كونها مجهزة بأحدث التقنيات العالمية، بأنواعها المختلفة من طائرة إف 15، التي تعد أشرس الطائرات المقاتلة في العالم، وسرعة تنفيذها للمهمة لا تزيد على ثلاث دقائق، وتحتاج فقط إلى سبع دقائق للتحليق من أرض المطار بمحافظة خميس مشيط؛ لتصل إلى أرض المواجهات على الشريط الحدودي، فيما يقتصر دور طائرات التورنيدو على الهجوم والدفاع، أما الأباتشي التي كانت حاضرة بقوة خلال المواجهات فدورها هو التحري والبحث وإنقاذ المقاتلين والمصابين في أرض المعركة. من جهته، استقبل اللواء الركن الطيار محمد بن صالح العتيبي قائد قاعدة الملك خالد الجوية وقائد القطاع الجنوبي، الوفد الإعلامي وتجول بهم في غرفة العمليات، وقدم شرحا موجزا عن طريقة أداء العاملين في غرفة العمليات وخطط العمل والتكتيكات العسكرية، كما أكد من خلال اجتماعه مع الإعلاميين، أن القوات الجوية السعودية تدرس الهدف مرات عدة، وتتأكد من خلوه من أهداف غير عسكرية، نافيا في الوقت نفسه أن تستعمل الغارات الجوية أسلحة محظورة دوليا. مؤكدا، أن السعودية واضحة في كل أمورها وسياستها؛ فهي تدافع عن سيادتها فقط، ومن جانب آخر طمأن الشعب السعودي على استعداد القوات الجوية وقدرتها على صد أي عدوان على أراضيها، وأضاف: “إن التعليمات تجدد بشكل يومي من قائد القوات الجوية، ونعمل بشكل منتظم مع باقي القوات المسلحة”. كما أكد مصدر مسؤول ل“شمس”، أن وظيفة الطائرات تتمحور في صد أي هجوم، وتقديم المساندة للقوات السطحية، وتدمير مواقع المتسللين الذين يختبئون في الكهوف وغيرها، كما أن هناك مقاتلات حربية ترصد على مدار 24 ساعة جميع تحركات المتسللين، وأكد، أن جميع الطائرات المقاتلة مجهزة بأفضل التجهيزات الحديثة العالمية من طائرات الكوجر المقاتلة التي تتركز مهمتها في البحث والإنقاذ في أرض المعركة، وطائرة التورنيدو، التي تقوم بدور الدفاع والهجوم، وهي أيضا مزودة بأحدث التجهيزات، وطائرة تانكر التي تشارك بشكل يومي في العمليات العسكرية وتتولى عملية إمداد الطائرات المقاتلة بالوقود الجوي؛ حتى تتمكن الطائرات من العودة إلى أرض المعركة مباشرة وإنجاز أكبر عدد من المهمات المناطة بها. كما شاهد الوفد الإعلامي عمليات الطلعات الجوية من قبل صقور السماء إلى الجنود البواسل، مشكلين فريقا يعمل في خندق واحد في الوقوف بكل قوة حاجزا للتصدي لكل من يحاول أن يدنس أرض الوطن. كما أكد المقدم سطم بن طوالة، أن زيارة الإعلاميين إلى قاعدة الملك خالد الجوية بالقطاع الجنوبي جاء دليلا على أن القيادة الرشيدة حريصة كل الحرص على أن يطلع المواطن على الإنجازات واستعدادات وجاهزية القوات الجوية للتصدي لكل معتدٍ على أرض الوطن، وطمأن المواطنين على أن القوات المسلحة تعمل ليل نهار من أجل حماية المقدرات والممتلكات من المتسللين المعتدين.