بعيدا عن الرياضة وكراسيها الزرق نبحر باتجاه بحر العروس لنعيش جزءا بسيطا من المأساة التي اهتزت لها أركانها يوم الأربعاء الأسود في تاريخ جدة، كارثة تسونامي الخفيفة تغيّب العديد من سكان مدينة جدة وترمي بهم في المجهول في يوم سيبقى كوارثيا على أهل العروس وروادها. الكل يتحدث عن المأساة بطريقته الخاصة، سكان الشمال الأقل تضررا ربما وقعوا في فخ المشاريع الجديدة، تصوروا أحد مشاريع الأنفاق التي فرح بها الأهالي وبالتحديد الواقع في طريق الملك عبدالله، النفق مغمور عن بكرة أبيه، وبمعنى آخر انطمست معالمه، حيث أصبح المشهد لمن لا يعرفه بأن الأمر عادي جدا، مياه تغمر الشارع ولا يوجد معالم للنفق الحديث. سكان شرق المدينة البعيدون عن منازلهم وقت وقوع الكارثة يفتشون عن ممتلكاتهم دون جدوى ولكنهم محظوظون جدا لأن من لم يحالفه الحظ بالمغادرة «شاف الويل» بأم عينه، الأدوار الأرضية حدّث ولا حرج، عاشوا الأسوأ وضاعت أحلامهم أمام أعينهم، إذا رحمهم رب العباد وخرجوا بأرواحهم سرقت الكارثة سياراتهم ومحالهم ولم يعلموا مكان تواجدها. الجنوب أهله منحوسون لم تساعدهم شيمهم من إنقاذ الغرقى في طريق مكة القديم لا حول لهم ولا قوة، مكتوفي الأيادي في حالة سيئة جدا وكل الأمور غير طبيعية «لا بكا ينفع ولا شكوى تفيد»،أما القاطنون غربها فيشيرون إلى الشرق مكمن الخطر لهم رغم أن البحر غدار إلا أنهم يتمنون غدر البحر ولا نحس الشرق وجوره، وما خفى كان أعظم! بكل حقيقة جدة تحتاج إلى الإنقاذ فقد تشردت أسر كثيرة وتألمت أخرى بفقدان أعزاء لها بالجملة، أما حركة السير فهي للسيارات الكبيرة، شاحنات الخرسانة ولكن في اتجاهات عكسية ومن مخارج محصورة تعد على الأصابع، محطات وممتلكات وقبلها أرواح بريئة، الأمر لمن يهمه الأمر، جدة بحاجة إلى إعادة تأهيل من جديد، مشاريعها الجديدة ضحكة وصدمة جديدة، ماذا لدى الأمانة من أمانة. من قال جدة غير أمره خطير.