يحتضن صعيد عرفات الطاهر اليوم حجاج بيت الله الحرام في مشهد إيماني وروحاني عميق، حيث يتجمع نحو ثلاثة ملايين حاج، ليشهدوا وقفة عرفات، الركن الأساسي للحج، وليتحول جبل الرحمة، والمنطقة المحيطة به، إلى موجة مد بشري بيضاء، لا فرق فيها بين غني وفقير، أبيض وأسود، عربي وأعجمي. وتعلو أصوات نحو ثلاثة ملايين مسلم من حجاج بيت الله الحرام، بالتلبية والدعاء وسؤال الله المغفرة وهم يقفون على جبل عرفات حيث يصلون صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة بعرفات اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد استعدت قوات الدفاع المدني بالحج لاستقبال الحجاج بالمشعر من خلال نشر أكثر من 77 فرقة للإطفاء والإنقاذ والإسعاف تغطي جميع أرجاء عرفة، إضافة إلى عدد كبير من دوريات المتابعة لمراقبة الالتزام باشتراطات السلامة وتنظيم حركة التفويج في صعود الحجاج وهبوطهم من عرفات. وأكد العميد عبدالله حسن جداوي قائد قوة الدفاع المدني بعرفات تكامل استعدادات وحدات الدفاع المدني لاستقبال ضيوف الرحمن يوم الحج بعرفة، وأضاف أن قوات الدفاع المدني بالحج اعتمدت عددا من الحلول المبتكرة لتغطية المواقع التي تضمنتها التوسعة المستحدثة بمشعر عرفات والتي تشكل نحو 30 في المئة من إجمالي مساحته بوسائل السلامة والإنقاذ والإطفاء إلى جانب الوسائل التقليدية، إضافة إلى شبكة متكاملة للإطفاء تتكون مما يزيد على 1120 مأخذا للمياه، وتخصيص عدد كبير من الأفراد لتشغيل هذه الشبكة، مع إمكانية الاستعانة بشبكة أخرى بديلة.