تباينت ردود أفعال الشارع الرياضي السعودي حول خسارة فريق الاتحاد الأول لكرة القدم لنهائي دوري أبطال آسيا أمس أمام بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي بهدفين مقابل هدف واحد رغم أن الاتحاد كان المرشح الأقوى للكسب في ظل العروض القوية التي قدمها خلال الفترة الماضية. “شمس” أجرت استطلاعا للرأي بين الأوساط الجماهيرية شمل أكثر من 300 شخص في جدةوالرياضوالدمام وأبها لمعرفة وجهات نظرهم حول خسارة الفريق الاتحادي وأسبابها، وانقسمت الآراء بين الكثير من الاتجاهات كان أبرزها التهيئة النفسية وحظ الفريق السيئ والتحكيم، إلى جانب قوة الفريق الخصم وحضوره الجيد. البداية كانت من عند المشجع الاتحادي خالد سليمان (25 سنة من جدة) الذي أكد أن فريقه قدم مستوى متميزا طوال المباراة، إلا أن الأسترالي بريز ماثيو كريستوفر حكم المواجهة لم ينصفه في ظل وجود الكثير من الأخطاء التي كانت تستوجب طرد لاعبين على أقل تقدير؛ نظرا إلى تعمد الخشونة والسيطرة على تحركات لاعبي الاتحاد بأي وسيلة. وبرّأ سليمان ساحة الأرجنتيني كالديرون مدرب الفريق ولاعبيه من تحمل مسؤولية الخسارة. من جهة أخرى، ألقى الأهلاوي ناصر الخالدي (30 عاما، من الدمام) بالمسؤولية على عاتق الإدارة الاتحادية، مشيرا إلى أنها لم تنجح في تهيئة الفريق نفسيا ومعنويا لخوض اللقاء، خصوصا في ظل الترشيحات الاستباقية التي خدرت لاعبي الفريق وجعلتهم يتعاملون مع المباراة وكأن الكأس في جدة، واستبعد تخاذل لاعبي الاتحاد خلال المواجهة، إلا أنهم ظهروا بصورة حماسية أقل من المواجهة السابقة ولم يصدقوا أنهم خسروا النهائي الآسيوي. ووافق الاتحادي ناصر العمري (26 عاما، من جدة) رأي الأهلاوي ناصر الخالدي؛ حيث أشار إلى أن الزفة الجماهيرية والإعلامية التي سبقت مواجهة بوهانج والاتحاد خيلت للجميع أن الأمر محسوم قبل خوض اللقاء، وبين أنه رغم تحذيرات إدارة النادي الظاهرة إعلاميا، إلا أن الفريق وقع في فخ التخدير، وقال: “لكي أكون منصفا هناك لاعبون معينون وقعوا في الفخ؛ حيث إن أداء محمد نور كان الأفضل داخل الميدان على عكس بعض زملائه الذين لم يقدموا ما يشفع لهم”. ورأى الهلالي سلطان محمد (22 سنة، من الرياض) أن الاتحاد لم يكن في يومه أمس؛ حيث اصطدم بفريق عرف كيف يقرؤه من خلال تضييق المساحات واستخدام أسلوب الضغط على حامل الكرة مع تعطيل أهم مفاتيح اللعب البارزة وأهمها محمد نور الذي نجح الكوريون في الحد من خطورته نوعا رغم نجاحه في إحراز هدف لفريقه، وقال: “أرى أن الاتحاد لم يكن محظوظا إطلاقا، خصوصا من خلال الفرص التي أهدرها في بداية الحصة الأولى وكذلك بداية الحصة الثانية”. أما النصراوي سعيد القحطاني (33 سنة، من أبها) فأكد أن الاتحاد وقع ضحية للترشيحات الإعلامية والجماهيرية، وقال: “تعد المواجهات التي تلي الانتصارات القوية من أخطر المواجهات؛ حيث يعتقد أي فريق يكسب مواجهة تنافسية مثيرة أنه أصبح بإمكانه كسب أي مواجهة أخرى، وهذا هو الشرك الذي وقع فيه الفريق الاتحادي، ولاحظنا ذلك واضحا من خلال التصريحات والتفاؤل المفرط في الشارع”، وبين أن التهيئة النفسية دور الجهازين الإداري والفني اللذين اعتقد أنهما لم يهملا هذا الجانب وفي الوقت نفسه لم يعطياه كفايته من الاهتمام. ويقف المشجع الاتحادي فيصل جديد (45 عاما، من الرياض) حائرا قبل الإجابة عن تساؤل “شمس” عن أسباب الخسارة؛ حيث يقول: “كرة القدم لا تعترف إلا بمن يخدمها، ومن بداية اللقاء كان واضحا على الفريق الكوري الجنوبي أنه يبحث عن الانتصار”، وأضاف: “لا أخفي أنني عندما قرأت التصريحات التي سبقت المواجهة كنت متخوفا من الثقة المفرطة التي لم تنجح الإدارة في انتزاعها من اللاعبين”، وبين أنه من الخطأ أن يعسكر الفريق في اليابان لمدة عشرة أيام دون تهيئة نفسية. ويرى الاتحادي فيصل سالم (27 سنة، من جدة) أن الاتحاد متمرس على البطولات إلا أن هناك دورا خفيا من ناحية التحفيز والتهيئة غاب، على عكس البطولات السابقة التي كان يلعب فيها الجهازان الإداري والفني دورا كبيرا لإعداد الفريق دون تخدير أو أي ضغوطات من خلال عمل موازنة بين جميع النواحي.