غزت ظاهرة التسجيلات الصوتية؛ لكشف اعترافات أطراف معينة، الساحة الرياضية السعودية بصورة ملحوظة، وأصبحت ملعبا فسيحا يحتضن أحداث الكثير من القضايا المهمة من خلال نشرها عبر المواقع الشهيرة مثل اليوتيوب وتداولها في المنتديات والجوالات. ولعل التسجيل المتعلق بيوسف الموينع، لاعب فريق النصر الأول لكرة القدم، وما ذكره حول مواقف سلمان القريني مدير إدارة الكرة بناديه، كان أحد هذه التسجيلات التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وأحدثت ردود فعل في الأوساط، كما حدث سابقا مع طلعت لامي رئيس هيئة أعضاء شرف نادي الاتحاد سابقا، وكذلك ما تردد عن تورط خالد عزيز لاعب الهلال في تسجيل صوتي. “شمس” فتحت ملف قضية التسجيلات الصوتية ضد أطراف دون علمها ونشرها أمام الملأ، وما ينجم عن ذلك من نتائج سلبية، والأضرار التي يتعرض لها الأطراف المسجل ضدها.. تساؤلات كثيرة طرحتها “شمس” في اتجاهات مختلفة؛ فإليكم أبرز الآراء: تعزير وتعويض البداية كانت من عند محمد الدويش، الكاتب الرياضي المحامي القانوني، الذي أكد أنه إذا ثبت أن هناك تعديا على شخص من خلال تسجيل صوته دون علمه بغرض إلحاق الضرر به، وثبت نسب التسجيل الصوتي على المتعدي؛ فإن الأمر يعتبر قضية شخصية، وليست رياضية، وهذا أمر غير جائز، وسيتم بناء عليه إقرار عقوبة من قبل القضاء العام؛ حيث تُعرض القضية على الشرع، ويكون بها تعزير وتعويض. وأضاف الدويش: “من الممكن تزوير التسجيلات الصوتية؛ حيث بإمكان أي شخص تقليد صوت شخصية معينة من الشخصيات، ويذكر ما يريد عنه، وفي مثل هذه القضايا لا يمكن أن يتم الاعتماد على تسجيل؛ لأن المعني بالقضية بإمكانه إنكار أنه الشخص المتحدث، ولا بد من عرض الموضوع على القضاء”. وأشار الدويش إلى أن هذه التسجيلات أصبحت تهدد الثقة داخل الوسط الرياضي، وقال: “أصبح من الصعب أن أثق بكل شخص يتحدث معي هاتفيا، وبهذا الشكل لن يكون هناك تجاوب، خاصة بين الإعلام والرياضيين على سبيل المثال؛ لأن هذا الأمر يجعلني أشك بأن أي شخص يسجل كلامي ومن ثم يستغله وينشره؛ ما يؤدي إلى انعدام الثقة بين الرياضيين حكاما ولاعبين ورؤساء أندية”. وأشار إلى أن ذلك سيؤثر في الوسط الرياضي، ولن يكون هناك أي تجاوب بين الجميع لعدم الثقة. وقال: “لو كان هناك شفافية بين الرياضيين وأُتيح المجال للإعلام لمناقشة هذه القضايا لن يكون لخفافيش الخفاء فرصة لاستغلال هذه النقطة”. وضرب الدويش مثالا بقضية يوسف الموينع؛ حيث قال: “على سبيل المثال لو تمت مناقشة قضية الموينع وسلمان القريني بكل شفافية لتم حل المشكلة؛ حيث إنه على القريني أن يعتذر إذا ثبت أنه مخطئ أو يعالج ويحل المشكلة، وإذا لم يكن مخطئا بهذا الشكل يكون اللاعب قد تحامل عليه، خاصة أن هناك مشكلة سابقة بين الاثنين، وتم تداولها بين المنتديات والإعلام. فبسبب صمت إدارة النصر تجاه هذه المشكلة وعدم حلها تفاقم الأمر وخرج هذا التسجيل، ولن يكون هناك حل إلا بالقضاء على مثل هذه الأمور؛ حتى لا يتفاقم الوضع وينتشر في الوسط الرياضي ككل، وأقصد هنا انعدام الثقة”. كل إناء بما فيه ينضح أما سامي الجابر، مدير الكرة بنادي الهلال، فيقول: “هذه التسجيلات الصوتية لا تظهر إلا في المجتمعات غير الحضارية؛ لأن هذه كرة قدم، هدفها سام، وليست كأجهزة الاستخبارات الدولية، ومن يثيرون هذه التسجيلات ويسعون وراءها للتسجيل على أي شخص؛ فهذا أمر يعود إلى الشخص نفسه، الذي يهدف الإثارة”. وأضاف: “تبقى الإثارة الحقيقية داخل الملعب مهما كانت الإثارة خارجه من تسجيلات أو خروج عن النص الفضائي، ولكن الإثارة الحقيقية داخل الملعب، وهي الأهم، ولا يصح إلا الصحيح، وهناك مَثَل يقول: كل إناء بما فيه ينضح”. وبدوره أكد مصدر أمني مسؤول ل”شمس” أنه لا يحق لأي شخص تسجيل صوت طرف آخر دون علمه إلا بعد أخذ الموافقة من الجهات المختصة. تجسس وكان للشيخ محمد النجيمي، عضو مجمع الفقه الإسلامي، رأيه في قضية التسجيلات الصوتية؛ حيث قال: “لا يجوز أن يسجِّل أحد مكالمة لشخص آخر دون علمه؛ فهذا من التجسس، وهو حرام، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه. أما عقوبته فلا توجد عقوبة معينة، وإنما ينظر فيها القضاء”. عدوانية ومن ناحيته أكد الدكتور النفسي سعيد طلعت أن من يسجِّل لشخص آخر دون علمه يعاني خللا نفسيا، ويُعتبر هذا نوعا من أنواع الجاسوسية، ومَن يرتكب مثل هذه التصرفات فعليه عرض نفسه للعلاج النفسي. وبيَّن أن من يسجِّل وينشر التسجيلات بقصد إلحاق الضرر بطرف آخر يُعتبر سلوكه فيه نوع من العدوانية. قصص وتسجيلات وكان الوسط الرياضي السعودي قد اكتظ خلال الفترة الماضية بعدد من القضايا التي أُثيرت من وراء التسجيلات، كان أسخنها تسجيل المكالمة الهاتفية التي دارت بين طلعت لامي رئيس هيئة أعضاء شرف نادي الاتحاد وصلاح البلوي عضو شرف النادي خلال فترة السباق على كرسي الرئاسة، وتضمن التسجيل الكثير من الانتقادات تجاه بعض أعضاء شرف نادي الاتحاد، وكذلك بعض رموز الرياضة، على حسب ما جاء فيه. في حين حمل التسجيل المتداول باسم يوسف الموينع (لاعب النصر) انتقادات حادة ضد سلمان القريني مدير إدارة الكرة بالنادي، في طريقة تعامله، وأشار خلاله إلى أنه طرده من مكتبه، إلى جانب الكثير من المواقف السلبية. وكانت الأوساط الرياضية قد تداولت في فترة سابقة أنباء عن شخص اسمه (خالد)، يعمل في وظيفة بنادي الهلال وكاتبا في المنتدى تحت اسم مستعار، سجَّل مكالمات صوتية ضد عدد من الهلاليين مثل عادل البطي ومحمد الدعيع وخالد عزيز. وفي وقت سابق كان الأمير خالد بن منصور عضو شرف نادي الهلال قد أكد أنه يملك تسجيلا صوتيا يدين أحد أعضاء شرف نادي الاتحاد في محاولة رشوة الثنائي محمد الدعيع وعبدالله الجمعان لاعبي الهلال في مواجهة الاتحاد والهلال المعروفة بنهائي أبو زندة (على حد تعبيره).