ثمة مدرب يصنع فريقا وثمة فرق تصنع مدربين.. هناك مدرب إعداد، وآخر مدرب تكتيك وهناك مدرب يميل إلى التنظيم الدفاعي ومدرب آخر يهتم بالهجوم والمغامرة.. المهم أن يكون للمدرب الناجح القدرة على صناعة فريق له هوية معينة ذات معالم واضحة. ولو نظرنا إلى مدرب النصر الأرجواني جورد دي سيلفا لوجدناه مدربا غير قادر على الأقل حتى الآن على صناعة هوية وتكوين شخصية واضحة للفريق النصراوي. فالمدرب يبدأ عادة المباراة بمهاجم واحد فقط.. وحينما يتخلف فريقه بالنتيجة يلعب بمهاجمين اثنين، وأحيانا قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل أو الخسارة تجد النصر يلعب بثلاثة مهاجمين داخل الملعب. فمدرب النصر اتضح للجميع بعد 11 مباراة خاضها الفريق، أنه ليس ذلك المدرب الذي يهتم بالتنظيم الدفاعي ولا هو بالمدرب الجريء الذي يراهن على طريقة الضغط على الخصم واللعب بسلاح الهجوم. أنا شخصيا مع الاستقرار الفني لأي فريق، لكن أنا أيضا مع روح التجديد والتغيير حينما يصبح المدرب عقبة في طريق تطور ونجاح أي فريق يملك عناصر فنية جيدة، كما هو الحال عند النصر. ثمة مشاكل فنية في النصر لم تجد حلولا من قبل المدرب كتوظيف العناصر الفنية داخل الملعب، وكذلك مثل تصحيح الأخطاء الدفاعية في الكرات الثابتة أو في كشف التسلل، أو حتى في التغطية من العمق الدفاعي. كما أن الفريق يعيش حالة من الفوضى الفنية داخل الملعب حتى أصبحت الأدوار بين اللاعبين تتداخل؛ ما يفقد الفريق منهجية التكامل ما بين الأدوار الفردية لكل لاعب والعمل الجماعي الذي يقود في النهاية إلى ظهور فريق منظم داخل الملعب. الفرق بين الأرجنتيني باوزا والأرجواني دي سيلفا.. أن باوزا تعامل مع إمكانيات لاعبي النصر بذكاء فلعب بالطريقة الدفاعية وبالتنظيم الدفاعي فنجح بامتياز ولو كان يمتلك السهلاوي والحارثي وفيجاروا ولي شن سو.. لحقق بطولة الموسم الماضي. فيما دي سيلفا ليس لديه أسلوب واضح أو هوية فنية داخل الملعب.. فأغلب كرات الفريق عالية سواء كانت طولية أو عرضية.. ويغلب على النصر طابع الاجتهادات الفردية في اللعب أكثر من التنظيم الجماعي. النصر كفريق يمتلك عناصر فنية جيدة فقط تحتاج إلى مدرب يعرف كيف يوظف هذه العناصر بطريقة احترافية عالية.. وإذا كان دي سيلفا أخفق في صنع هوية للفريق فإن لاعبي النصر أيضا لم يقدموا حتى الآن ما يتوافق مع طموحات الجماهير.. فهناك انخفاض في مستويات أغلبهم لا يمكن أن نحمل مسؤوليته المدرب فقط.. لأن المدرب يتحمل جزءا من الإخفاق وتبقى النسبة موزعة ما بين اللاعبين والإدارة.. والنجاح يحققه الجميع والإخفاق يتحمله الجميع.