أصبحت سرقة منازل لاعبي كرة القدم أمرا اعتياديا في إنجلترا بعد أن سُجلت 21 حالة سطو بالسلاح الأبيض خلال السنوات الثلاث الماضية في مدينتي ليفربول ومانشستر ومقاطعة تشيسشير فقط، دون كشف هوية الجناة باستثناء من سرق منزل ستيفن جيرارد قائد ليفربول، بعدما أعلنت الشرطة الشهر الماضي أنها تمكنت من التعرف على هوية الشخص الذي اقتحم منزله عام 2007 خلال وجود اللاعب في فرنسا لخوض لقاء مهم في دوري أبطال أوروبا ضد مارسيليا. ويأتي استهداف لاعبي الكرة بسبب الثراء الذي يعيشون فيه وامتلاكهم أغراضا ثمينة يحتفظون بها داخل منازلهم، إضافة إلى معرفة الأوقات التي يكونون فيها خارج المنزل بسبب ارتباطهم مع أنديتهم. ويعتبر دارين فليتشر لاعب وسط مانشستر يونايتد أكثر من خسر من وراء عمليات السطو، بعد أن اقتحم لصان منزله وهددّا زوجته بالسكين وتمكنا من فتح الخزانة التي كان يوجد بها أربعة ملايين جنيه استرليني (27 مليون ريال تقريبا)، إضافة إلى ساعة من نوع (روليكس) وعند خروجهم حاولا سرقة سيارته من طراز (رينج روفر) وتمكنا من تشغيلها والذهاب بها دون استرداد أي من المفقودات، ولم يتم معرفة هوية اللصين. آخر الضحايا كان مدافع منتخب إنجلترا فيل جاجيلكا (27 عاما) عندما كان يلعب مع فريقه أمام هال سيتي بكأس كارلينج الموسم الجاري، فقد اقتحم لصان منزله وسرقا أغراضا قدرت ب2.5 مليون جنيه استرليني بينما تعرضت زوجته لعدد من الكدمات، ورغم حرص جاجيلكا على حماية منزله بوضعه كاميرات مراقبة إلا أن دخول الجاني ملثما جعل الشرطة الإنجليزية عاجزة عن التصرف مع الأمر. ولم يكن جاجيلكا الوحيد من فريق إيفرتون الذي تعرض لمثل هذه العملية بعد أن سبقه كل من توني هيبرت وفان دير ميده اللذين فقدا سيارتيهما الفيراري، والميني كوبر. ديفيد مويز مدرب الفريق حاول أن يضع حدا لتلك التصرفات ودعا رجال الشرطة للتصرف إلا أنه فوجئ بالرد الذي أتاه من مصدر مسؤول في شرطة ليفربول بعدما أوضح له أنهم يتعاملون مع كافة الشعب بالسوية ويجب ألا تتم حراسة ملاعب لاعبي الكرة أكثر من غيرهم. ومن حوادث السطو الشهيرة ما تعرض له إيميل هيسكي مهاجم أستون فيلا والمنتخب الإنجليزي في يوليو 2007، بعد أن اقتحم مجموعة من اللصوص منزله الخالي وسرقوا 1.4 مليون جنيه استرليني قبل أن يكملوا عمليتهم بسرقة سيارة البي إم دبليو ليلوذوا بالفرار بعد ذلك. وبعد خمسة أشهر من تلك العملية، سرق مجموعة أخرى من اللصوص منزل روكي سانتا كروز مهاجم مانشستر سيتي وطلبوا من زوجته تسليمهم كافة المجوهرات التي تمتلكها وفعلت بينما كانت قبل ذلك هادئة وتتابع أداء زوجها بالتلفاز. ومع كثرة عمليات السطو في مدينة مانشستر تحديدا تحدث مصدر مسؤول بالشرطة عن خططهم للحد من تلك التصرفات وقال “العصابات تشكل خطرا كبيرا على اللاعبين، ونحن نعي ذلك، ولكن علينا الاعتراف بأن مراقبتهم بصورة مباشرة أمر صعب”. وفي ظل استسلام شرطة إنجلترا لأفعال اللصوص عزّز عدد من اللاعبين في الفترة الماضية الأمان على منازلهم باستخدام بعض الخاصيات المتطورة تكنولوجيا، حيث ركب 34 لاعبا نظام كاميرات مراقبة يمكنهم منها النظر إلى منازلهم مهما كانت وجهتهم من خلال جهاز تم استحداثه أخيرا، وتبلغ قيمة ذلك النظام 100 ألف جنيه استرليني (600 ألف ريال سعودي تقريبا).